هل الجن تكافئ الانسان على عمل الخير
- عالم الجن أسراره وخفاياه
- 17/3/2022
- 1339
- منقول للفائده
حكاية يرويها القاضي يحيى بن أكثم رحمة الله عليه قال :
دخلت يوما على الخليفة هارون الرشيد وهو مطرق مفكر فقال لي : أتعرف قائل هذا البيت ؟
الخير أبقى وإن طال الزمان به
والشر أخبث ما أوعيت من زاد .
فقلت : ياأمير المؤمنين .
إن لهذا البيت شأنا مع عبيد بن الأبرص .
فقال : علي بعبيد .
فلما حضر بين يديه قال :
اخبرني عن سبب قول هذا البيت .
فقال : يا أمير المؤمنين كنت حاجا في إحدى السنين ، فلما توسطنا البادية في يوم شديد الحر سمعت ضجة عظيمة في القافلة ، الحقت أولها بآخرها ، فسألت عن القصة فقال لي رجل من القوم : تقدم لترى ما أصاب الناس من الهلع فتقدمت إلى أول القافلة . فإذا أنا بشجاع أسود فاغر فاه كالجذع وهو يخور كما يخور الثور ويرغو كرغاء البعير . فهالني أمره وبقيت ﻻ اهتدي إلى ما أصنع في أمره فعدلنا عن طريقه إلى ناحية أخرى ، فعارضنا ثانيا فعلمت إنه لسبب ولم يجسر أحد من القوم أن يقربه فقلت :
أفدي هذا العالم بنفسي وأتقرب إلى الله تعالى بخالص هذه القافلة من هذا الثعبان الخطير .
 فأخذت قربة من الماء فتقلدتها وسللت سيفي وتقدمت فلما رآني إقتربت منه سكن وبقيت متوقعا منه وثبة يبتلعني فيها ، فلما رأى القربة فتح فاه فجعلت فم القربة في فيه وصببت الماء كما يصب الماء في الإناء ،
 فلما فرغت القربة إنساب في الرمل ومضى . فتعجبت من تعرضه لنا وانصرافه عنا من غير سوء ولم يلحقنا منه أي سوء .
 ومضينا لحجنا ،
وبعد أن انتهينا من الحج .
وفي طريق عودتنا من نفس المكان. وحططنا في منزلنا ذلك في ليلة مظلمة مدلهمة .
 فأخذت شيئا من الماء وعدلت إلى ناحية عن الطريق فقضيت حاجتي ثم توضأت وصليت وجلست أذكر الله تعالى .
 فأخذتني عيني فنمت مكاني فلما استيقظت من النوم ،
 لم اجد للقافلة أثر أو حسا وقد أرتحلوا ،
 وبقيت منفردا لم ارى أحدا ، ولم أهتد ما أفعله وأخذتني حيرة ، وإضطربت .
 وإذا بصوت هاتف أسمع صوته وﻻ أرى شخصه يقول :
 ياأيها الشخص المضل مركبه
ماعنده من ذي رشاد يصحبه .
 دونك هذا البكر منا تركبه
وبكرك الميمون حقا تجنبه .
 حتى إذا الليل زال غيهبه
عند الصباح في الفلا تسيبه .
فنظرت فإذا أنا ببكر قائم عندي وبكري إلى جانبه فانخته وركبته وجنبت بكري .
فلما سرت قدر عشرة أميال لاحت لي القافلة ولاح الفجر ووقف البكر . فعلمت أنه قد حان نزولي .
 فتحولت إلى بكري وقلت :
 يا أيها البكر قد انجيتني من كرب
ومن هموم تضل المدلج الهادي .
 أﻻ تخبرني بالله خالقنا
من ذا الذي جاد بالمعروف في الوادي .
 وإرجع حميدا فقد غمرتنا مننا
بوركت من ذي سنام رائح غادي .
 فالتفت إلي البكر وهو يقول :
 انا الشجاع الذي الفيتني رمضا
والله يكشف ضر الحائر الصادي .
 فجدت بالماء لما ضن حامله
تكرما منك لم تمنن بأنكاد .
 فالخير أبقى وإن طال الزمان به
والشر أخبث ماأوعيت من زاد .
 هذا جزاؤك مني ﻻ أمن به
فاذهب حميدا رعاك الخالق الهادي .
* فعجب الخليفة من قوله وأمر بالقصة والأبيات أن تكتب عنه وقال :
* ﻻيضيع المعروف أين وضع














