لقد كنت يوما صبورا للفرزدق

لقد كنت يوما صبورا للفرزدق

 

لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني
مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ

نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ
عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ

وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ
شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ

إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ،
مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ

إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ
بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ

يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما
يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ

وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ
تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ

رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ،
إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ

بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى
يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ

تَبَيّنْ خَليلي هَلْ تعرَى من ظَعائِنٍ
لِمَيّةً أمْثالِ النّخِيلِ المَخارِفِ

تَواضَعُ حَت يَأتي الآلُ دُونَها
مِراراً وَتَزْهاها الضّحى بالأصَالِفِ

إذا عَرَضَتْ مَرّتْ على الُّلجّ جَارِياً،
تَخالُ بها مَرَّ السّفِينِ النّوَاصِفِ

يَجُورُ بهَا المَلاّحُ ثُمّ يُقيِمُها،
وَتَحْفِزُها أيْدي الرّجالِ الجَوَاذِفِ

إليكَ ابن خيرِ الناسِ حمّلتُ حاجَتي
عَلى ضُمّرٍ كُلّفن عَرْضَ السّنائِفِ

بَناتِ المَهاري الصُّهْبِ كلِّ نَجيبَةٍ
جُمَالِيّةٍ تَبْرِي لأعْيَسَ رَاجِفْ

يَظَلّ الحَصى مِنْ وَقْعِهِنّ كأنّما
تَرَامى به أيدي الأكُفّ الحَوَاذِفِ

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5