يعني كل هذا كذب
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 9/3/2013
- 1668
- سعيد السائحي - صحيفة عكاظ
كنت أتمنى لو أن شرطة منطقة جازان قد اكتفت بالتأكيد على ما تقوم به من حملات مستمرة على المتسللين الذين يمتهن بعضهم بيع المخدرات والمسكرات وتتزايد أعدادهم، وذلك في مقام طمأنتها للمواطنين الذين باتت أخبار المعتدين من المتسللين على منازلهم مصدر قلق ورعب لهم، وسيكون ذلك التأكيد مصدر طمأنة لهم؛ لأنهم يشهدون ما تقوم به الشرطة في هذا الصدد.
وكان بإمكان شرطة جازان أن تزيد الطمأنة توثيقا بالحديث عن أنه سوف يتم تكثيف الحملات إلى أن يتم إبعاد كافة المتسللين إلى بلدانهم، وذلك ما يثق المواطنون في أن الشرطة قادرة عليه كذلك رغم معرفتهم بصعوبة تخليص المنطقة من هذه المشكلة التي تعاني منها منذ عقود.
كان بإمكان شرطة جازان أن تؤكد للمواطنين هذا وذاك، أما نفي حدوث أي اعتداءات على المواطنين وأي محاولات سلب لمنازلهم، واعتبار كل ما تداولته وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية مجرد إشاعات تهدف إلى بث الرعب والخوف بين الأهالي، فتلك مسألة يصعب على المواطنين تقبلها رغم معرفتهم بحسن نوايا الشرطة والمتمثلة في طمأنتهم على أنفسهم وممتلكاتهم.
وقد كان بإمكان شرطة جازان أن تكون أكثر دقة وحذقا وتمريرا لرسالة التطمين، لو أنها أكدت على أن عمليات الاعتداء على المواطنين محدودة قامت وسائط التواصل الاجتماعي بتضخيمها والمبالغة فيها، وكذلك محاولة سلب منازل المواطنين، وللشرطة بعد ذلك أن تؤكد على عملها الدؤوب في تطهير المنطقة وضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث الفردية المعزولة.
فات على نافي الخبر وهو ينفي نفيا قاطعا تلك الحوادث وينسبها جميعها إلى الشائعات أن مواقع التواصل الاجتماعي قد وثقت تداولها لتلك الأحداث بالصوت والصورة والحديث مع الذين وقعوا ضحايا لتلك الاعتداءات، كما فات عليه أن الصحافة نفسها رصدت تلك الاعتداءات ونقلت صور ضحاياها ورصدت شهاداتهم، ولا أعتقد أن شرطة جازان سوف تتهم الصحف باختلاق تلك الأخبار ونشر الشائعات وتخويف المواطنين.
كان حريا بنافي الخبر أن يتريث في النفي القاطع في زمن لم تعد فيه الأجهزة الرسمية وحدها القادرة على امتلاك المعلومة، وكان جديرا به أن يدرك أن شك المواطن في مصداقية جزء من رسالة التطمين سوف يجعله متشككا في الرسالة كلها.