بعد الأربعين

بعد الأربعين

 

زمانُ بعد ما ولّى زمانا
وكفّ العمر تصفعني هوانا

فـأبحث عن دقـائقه جنونـاً
وفكري لم يصاحبه امتنانا

فـلا قلبٌ يردّ على هتافٍ
ولم نسمع هتافاً أو أذاناً
****
إذا الآمال قد نادت سوانا
ونحن كغيرنـا، ماكان منّا

فلولا كنتِ أوكنّا وكانوا
لكنت تبعت في الدنيا خطاكم

لأزرعَ في ديار اللهف عشـقاً
ولكن ربع قرنٍ قد توانى

ولو لم تستحي الكلمات منّي
فـإنّ عـذابنا نورٌ ونارٌ
****
ربيع العمر جاورني طويلاً
تخيّل أنـنـي أهـوى مجونا

وكانت دنيتي العجفاء تمضي
هـو العمر الذي أودعت خلفي

أنـا والنفس ، من قلبٍ وروحٍ
فكم من منطقٍ في العقل يطغى

وكم من غافلٍ عن بـعض وجدٍ
أنا ياعمر هـذا اليوم أسـعى

إلهي جئـت بي للدهـر حتى
فـيـبحر بـين أفكاري فضاءٌ

إلهي، كيفما أمضي سـألقى
أخاف عليه من نـفـسي ومنّي

إلهي، ضائع المنفى فـؤادي
فلا في الشرق راعى البؤس عمري

ولكن لم تقُم في الأرض عدنٌ
إلهي قـد كتبت َوأنت تقضي

بأنّ الرحمة العظمى عليكم
عـبادٌ والنفوس بتهم ضـعافٌ

إلهي أرتجيك فأنت كـنزي
تصون عـقـيدة التوحيـد روحي

وما أذللت نفسي في حياتي
ألا لـو شـئت تـحفظُـها لأنـي

أخاف عليَّ من نـفسي ومنّـي
أخاف إذا الفؤاد مضى بـفكري

أخاف حقيقة الإنسان لمّا
أغضُّ عن الحقيقة طرف عيني

لحاك الله يا قلباً سـتشقى
لكنتُ اخـترت يا قلبي حبيبـاً

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5