أسماء الشوارع.. والعبور إلى ذاكرة الأجيال!
- القسم العام
- 8/6/2012
- 1557
- تحقيق - محمد المرزوقي =الرياض
تكريم يمتد في ذاكرة الأجيال.. متجاوزا بعده الزماني ومساحته المكانية إلى عمق جمعي في ذاكرة الأجيال جيلا بعد آخر.. وإلى مساحة تتسع باتساع عدد العابرين في هذا التكريم يوما بعد يوم.. وذلك عندما يطلق اسم شخصية على شارع من الشوارع، فهذا مما يعني حضوره في العين وتردده على الذاكرة.. إلا أن عمق هذا الحضور يظل مرتبطا بصورة ذهنية يصنعها ذلك الشارع في أذهان المارة فيه يوميا حسبما يشاهد العابرون فيه من مقومات.
د. عائشة الحكمي: للمسميات خصوصية الاحتفاء وجماهيرية الرسالةحيث يؤكد عدد من المثقفات والمثقفين بأن إطلاق مسميات الشخوص على الشوارع لا بد وأن يكون وفقا لنوعية في الرؤية، ودقة في الاختيار، ووعي بالمنجز، حتى لا يفقد هذا التكريم في بعديه الإبداعي والجماهيري قيمته على مستوى القيمة التكريمية من جانب، وعلى مستوى الاحتفاء الجماهيري من جانب آخر.. إضافة إلى ما يشكله هذا التكريم من محرض لعامة الجماهير وخاصتهم إلى التعرف بشكل أعمق، ومعرفة أوسع بما قدموه من ريادة استحقوا عليها هذا التكريم.. إلى جانب ما يعززه هذا الاحتفاء من غرس صورة «القدوة» في نفوس النشء..
الناقد والكاتب الدكتور سحمي الهاجري استهل الحديث عن تسمية الشوارع بأسماء الرواد وأصحاب المنجزات والإسهامات قائلا: تسمية الشوارع بأسماء الساسة والعلماء والأدباء والمثقفين أمر متعارف عليه بشكل عالمي، ومما هو شائع – أيضا – في كل الثقافات، إذ هو ليس بدعا في مجتمع عن آخر.. فالتسمية في حد ذاتها ذات بعد إيجابي محمود، إلا أنها يجب أن تختار بعناية، لتتحقق القيمة المعنوية منها بالشكل الذي يجسد من خلاله الشارع الصورة الذهنية المنشودة من جيل إلى جيل.
أما عن واقع شيوع إطلاق تسمية الشوارع المحلية بأسماء الرواد في المجالات الثقافية المختلفة.. فأشار د. الهاجري إلى أن تسمية الشوارع بأسماء لها مكانتها الثقافية والفكرية والإبداعية مما هو شائع لدينا، باعتبار أن هذه التسمية مما يأتي على جانب من التكريم الذي تحظى به القامات الثقافية في بلادنا، سواء كانت هذه الشخصية تاريخية أو أدبية ممن كان لهم في الريادة قصب سبق في تاريخنا العربي قديما أو ريادة معاصرة حديثا.
وفيما يتعلق بإطلاق أسماء قامات لها من الريادة ما يجعلها أعلاما بارزة، على شوارع فرعية، وأسماء أقل تراتبية على شوارع أكبر، أضاف د. الهاجري، بأن هذا مما يلاحظ في العديد من أسماء الشوارع إذ نجد من تلك الأسماء لشوارع صغيرة أو فرعية داخل الأحياء السكنية لأعلام كان من الأولى إطلاقها على أسماء شوارع تناسب تلك الريادة ومسيرة تلك القامات، معيدا السبب في ذلك لا يتعلق هنا باختيار مسؤول مدرك لتلك الشخصية وملم بدورها وريادتها، وإنما يكون ناتجا عن تعامل موظفين في الأمانات أو البلديات الذين يطبقون هذه المسميات من خلال قوائم موجودة لديهم لمجرد تنفيذها كمسميات للشوارع، دون أن يكون لديهم معرفة بأصحاب تلك الأسماء.. الأمر الذي يعيده د. الهاجري في هذا الجانب إلى وجود خطأ وسبب «تقني» فيما يظهر لنا من تضاد وضع المسميات مقارنة بالشارع المكان بوصفه صورة ورابطا ذهنيا للعابرين فيه.