لا تحزن على مافاتك
- القصص والروايات
- 2/6/2012
- 1613
استعد البلجيكي ( بيبر كوليفورد ) للمقابلة الوظيفية التي تنتظره غدًا لوظيفة مساعد طبيب أسنان في بروكسل، جرب إرتداء قميصه السماوي للمره الحادية عشر الذي أشتراه خصيصا لھذه المقابلة !
إستيقظ مُبكرًا جدًا ، جاهزًا للمقابلة ،بحث عن محفظته التي يضع فيھا بطاقته و نقوده ، لكن لم يجدها !
قلب الغرفة رأسًا على عقب لكن ، دون جدوى !
فتش عنھا في كل مكان بلا نتيجة !
كان الوقت يمر سريعًا جدًا جدًا ،كانت المره الوحيدة التي فكر فيھا تحطيم ساعته التي ورثھا من عمّه ، ليضع حدًا لنزيف الوقت ،
لم يبقى على موعده سوى ساعة فقط ،والحافلة التي ستنقله تحتاج إلى 40 دقيقة ؟!
كان في حيرّه ؟ هل يواصل البحث أم يذهب !
لو واصل البحث لن يدخل المقابلة لتأخره و لو ذهب
لن يدخل فلا يحمل إثباتًا لھويته ،قرر أن يذهب لكن الحافلة تأخرت أكثر من نصف ساعة !!!
ووصل إلى الموعد متأخرا ربع ساعة وجد موظف
يقول له : لن تحصل على هذه الوظيفة فمن ? لم يحترم
الوقت لن يجد من يحترمه و أخرجه !
خرج و الدموع تحتشد في محاجره ،عاد إلى منزله يجر
أذيال الخيبة ، فأضطر إلى قبول عرض آخر تلقاه لشغل وظيفة في إستديو للرسم ، وافق لتسديد إلتزاماته المادية ،لم يكن العرض مغريًا فـ العمل طويل و الراتب زهيد !
لكن بيبر وجد نفسه في ا?ستديو رجع إلى هواية الرسم
الذي أبتعد عنھا ،عمل مع رسامين مُبدعين في مجلة
لرسوم الأطفال و حقق نجاحًا كبيرًا !
و عُرف بإسم [ بيبو ]
في سلسة [ جون وبيوت ] الكوميدية ،ظھرت شخصية
كارتونية إبتكرها بإسم ( السنافر ) حققت الشخصية نجاحًا مدويًا ، انتقلت من عالم الورق إلى التلفزيون و من ثم إلى السينما !
منذُ عام 1958 و حتى اللحظة باتت السنافر في كل مكان و بكل اللغات تھتف لھا قلوب الصغار و الكبار !
تخيلو لو وجد ( بيبو ) محفظته في الوقت المناسب لرُبما أصبح مساعد طبيب أسنان مغمور !
سيموت و لن يعلم عن موته أحد !
لكنه مات عام 1992 حيث أتشحت الصحف البلجيكية
السواد و تعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء و القياديين !
إن ما حدث لـ بيبر مع وظيفة مساعد طبيب أسنان قد يحدث مع أي منّا دون أن ندري ، قد نخسر فرصة نتطلع إليھا و? نعلم أن الخير يكمن في تركھا { وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم } آيه عظيمة للتصدي لھذا الحزن !
نتألم كثيرًا لإهدارنا فُرصة غير مدركين أن الغد أكثر أشراقا