الخطوة.. أشهر الفنون التطريبية بألحان ثابتة لاتقبل التطوير
- مما أعجبتني ( نبطي عرضه قلطه)
- 31/5/2012
- 1861
- صخيفة الرياص -سلطان الاحمري
منها الحلوية والميلية والساحلية والشقيقية والسقوية
نواصل معكم أعزائي قراء "الخزامى" ما سبق وأن ذكرناه عن الموروث الجنوبي الذي يختص ب " منطقة عسير" حيث نقف في هذا العدد عند " لون الخطوة " الذي يعتبر من أشهر الفنون القديمة وان كان له مناسبات عدة تختلف عن ما أوردناه سابقا عن لون الدمة في عسير باعتبارها رقصة حرب . ليكن مقابلها هذا اللون الذي يعتبر أحد الألوان التطريبية وهو من البحور الطويلة ويتميز بغزارة شعره وتعدد ألحانه وهدوء إيقاعاته وكذلك سهولة آداءه . والمتابع جيدا لهذه الفنون الجنوبية يدرك أنها تختلف من بيئة إلى أخرى وإن اتفق المسمى إلا أن اللحن يختلف وكذلك الحركة المصاحبة والإيقاع . وهو ما جعل لون الخطوة شبه عام في منطقة عسير من بين الفنون الأخرى فهو ممتد مابين بلاد بلقرن وتهامة ومحايل عسير وكذلك رجال ألمع ورجال الحجر والمسقي ببلاد شهران والواديين ببلاد قحطان وصولا إلى سراة عسير القبيلة التي تعتبر مسقط رأس الخطوة . واتخذ هذا اللون مسماه من خطوة القدم على الأرض .. وقيل لان مؤديها يقدم القدم اليسرى للأمام مسافة قصيرة ثم يعيدها للخلف بنفس المسافة يصاحبها إيقاعات على صوت " البرميل والتنك " . ومع هذا كله تعددت ألحانها فكان للسهل لحنه وللجبل لحنه وللساحل كذلك لحنه . حتى تجاوزت في عددها العشرين لحناً وأكثر. ومن أبرز ألحان الخطوة الحالية والتي لازالت إلى وقتنا هذا والتي تعرف أيضا باسم " ناحية وهي : ". الحلوية والميلية والساحلية والشقيقية والسقوية ويأتي اللحن الأخير نسبة إلى السقا في عسير القبيلة . وغيرها الكثير . وقد اختلف في مفهوم الحان الخطوة في الوقت الحالي حيث البعض يعتقد أن لحن الطرق من الخطوة وتوضيحا أكثر لهذا نجد طرق الجمالة كمثال وهو الذي يبدأ ب (ألا لالا) إلخ . يعتقد البعض أنه من ألحان الخطوة علما أن الأصل في الخطوة هي ترديد الصفوف لكلمات شاعر الخطوة باللحن بعكس الطرق الذي يعتمد على الشاعر ولا تردده الصفوف . وهذا يعتبر خارج أساسيات الخطوة . وقد سميت بالنواحي باعتبار أن الكلمات مرتبة على اللحن ليست ككلمات القصائد المغناة التي تقال ثم تلحن فكلمات الخطوة لها لحن أو عدة ألحان تنطق عليها الكلمات بناء على تلك النواحي دون الخروج عنها . ويعتبر لحن الخطوة المقدم على الساحة الآن خصوصا من بعض الفرق الشعبية وشعرائها هو مخالف لألحان الخطوة الأساسية بحيث إن ألحان الخطوة لاتقبل التطوير وهي تعتمد على الجناس والطباق كمثيلها لفن العرضة الجنوبية التي سنتطرق لها مستقبلا بإذن الله في أحد المواضيع القادمة .
ونضع هنا مثالاً لأبيات شعر الخطوة وهذه الأبيات للشاعر علي بن محمد بن عشقة " رحمه الله " الذي توفي قبل أربعة أعوام عن عمر يناهز المائة عام وهو يعتبر من رواد الشعر الشعبي في منطقة عسير نطق بالشعر في عقده الرابع من عمره وكان له ديوان شعري بإسم " قال ابن عشقه "
تقول أبيات الشاعر وهي بلحن الميلية :
قال ابن عشقه والله مالي بزادٍ من بخيلٍ يلحقه كل منا
رزقي على الله وانت ياصاحبي ميد
واتضيف ضيفةٍ وانت راضي
رد القافيه له أيضا :
قال ابن عشقه ليت وان ودي وساعة يغيبون الحرس كلمنّا
كم قلت لك ياذا يغايض صاحبه
ليس لك عذرٍ تجي وانت راضي.