المعلم والمتعلم
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 27/5/2012
- 1569
- ناصر الحزيمي-جريدة الرياض
أحزنني مقطع رأيته على اليوتيوب، وهو عبارة عن استطلاع لرأي مجموعة من الطلاب في أساتذتهم وختم الاستطلاع بممارسات بعض الطلاب ضد أساتذتهم، وجاء في المشاهد بعض الطلاب يضربون أستاذهم وآخرون يقلبون سيارته، وآخر يتهدد أساتذته وغير ذلك. حقيقة أنا في غاية الاستغراب، ولعل استغرابي يرجع إلى علاقة جيلي بأساتذتهم، لقد كان الأستاذ شخصاً له هيبته ومكانته في الشارع، حتى أننا نتوارى عن أساتذتنا حال مرورهم علينا، بل أننا لا نقف في ( العاير ) الذي يمر به أستاذنا. في المرحلة الابتدائية حدثت لي واقعة، وهي أنني في أحد الأيام حضرت إلى المدرسة متأخرا، وكنت أجري إلى فصلي، وكان أستاذ الفصل - حسن زبون - وقتها في ظرف طارئ وحل محله المربي الفاضل الأستاذ عبد العزيز المبيض -رحمه الله - مدير المدرسة وهذا الرجل يتمتع بهيبة ومشهور بإدارته الناجحة لمدرسة طلحة الابتدائية، وكنت أهابه بشدة بالرغم من أني وقتها لم التق به إلا من بعيد وحسب السمعة.
المهم أنني وقفت عند باب الفصل وفوجئت به يدرس للطلاب، وهنا أصبت بحالة أشبه ما تكون بشلل مؤقت، بحيث أني وقفت عند باب الفصل مجمدا، لا استطيع الحركة، ولعله احس بحالي فأمرني بالجلوس، وكنت أسمع أمره إلا أن جسمي لا يستجيب للذهاب إلى (الرحلة) = الماصة وأمر أحد الطلاب الكبار باجلاسي على ماصتي، وتم ذلك بالفعل ورأف بحالي فلم يوبخني بل حنى علي.. هذا الأستاذ سمعته سبقته في الضبط والالتزام، نعم كان هناك ضرب إلا أن الغالب منهم ليسوا بظلمة، فالأستاذ له وضعه الاجتماعي والعلمي وله اعتباره المهني.
إن هيبة الشيخ أو المعلم أو المدرس وكرامته من كرامة الجهاز التعليمي برمته فالمعلم او الشيخ ليس مجرد مدرس يلقي الدرس بل هو مربي يصنع أجيالاً من الكفاءات تخدم الأمة وتعمل على نهضتها ورقيها، يجب إعادة الاعتبار إلى المعلم والمدرس كمربي أجيال لا كموظف، ويجب تأهيل المدرسين لهذا الدور الهام، ويجب أن لا نخلط الأوراق فطبيعة أعمال البعض تجبرهم على القيام بأكثر من دور فرجل الأمن ليس مجرد موظف ولا يقف دوره عند وظيفته بل يحركه نحو التناول الصادق لعمله إحساسه بدوره الأمني والاجتماعي وكذلك المعلم فدوره التربوي ينبع من طبيعة هذا العمل ولعل البعض يردد مقولة (لولا الراتب ما عمل بهذه المهنة) نعم الراتب حافز لكنه ليس هو السبب في كون المعلم مربياً لأجيال فهذه المهنة تفرض شروطها على من يمارسها فإذا كنت تريد ان تعمل مدرسًا فيجب ان تكون مربيًا ولا فكاك عن ذلك حتى ولو حاول احدهم ان ينحرف بالعملية التعليمية ودورها.