استودع الله في بغداد لي قمرا

استودع الله في بغداد لي قمرا

 


هذه القصيده من عيون الشعر العربي وأوصوا علماء الادب حفظها وهي لابن زريق عندما غادر بغداد وفارق زوجته وهو لايملك الا درهمين حيث توجه الى الاندلس قاصدا العطاء وقلة الحاجه.

والقصيده بمجلها جميله وكل بيت قصيده ولكن بيت القصيد

***

استودع الله في بغداد لي قمرا
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

***
اتمنى قرات هذه القصيده ومناسبتها هي ان :

***

أبو الحسن علي بن زريق البغدادي بعد وجد وفقد واشتياق لرفيقة دربه التي انقطعت بينه وبينها حبال الوصال حيث كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى, وذلك بمدح أمرائها وعظمائها،ولكن صاحبته تشبثتْ به, ودعته إلى البقاء حبًا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلم ينصت لها, ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس, ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا, فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه-: "إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل, فأعطاني هذاالعطاء القليل؟!".

ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها, وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب, مع لزوم الفقر, وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات.

وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا, وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.

***

***

لا تــعـذلـيـه فـــــان الـــعــذل يــولـعـه
قــد قـلـت حـقـا ولـكـن لـيس يـسمعه


جـــاوزت فـــي نـصـحه حــدا اضــر بــه
مـــن حـيـث قــدرت ان الـنـصح يـنـفعه


فـاسـتعملي الـرفـق فــي تـانـيبه بـدلا
مـن عـنفه فـهو مـضنى الـقلب موجعه


قـــد كــان مـضـطلعا بـالـخطب يـحـمله
فـضـلـعـت بــخـطـوب الــبـيـن اضـلـعـه


يـكـفـيه مــن لـوعـة الـتـشتيت ان لــه
مـــن الــنـوى كـــل يـــوم مـــا يـروعـه


مـــــاآب مـــــن ســـفــر الا وازعــجــه
عـــزم الـــى ســفـر بـالـرغـم يـزمـعـه


كــأنـمـا هــــو فــــي حــــل ومـرتـحـل
مــــوكــــل بـــفـــضــاء الله يــــذرعــــه


ومــــا مــجـاهـدة الانــســان واصــلــة
رزقــــا ولا دعــــة الانــســان تـقـطـعـه


قـــد قــسـم الله بـيـن الـنـاس رزقـهـم
لا يــخـلـق الله مــــن خــلــق يـضـيـعه


والحرص في الرزق والارزاق قد قسمت
بــغــي الا ان بــغــي الــمـرء يـصـرعـه


اســتـودع الله فــي بـغـداد لــي قـمـرا
بــالـكـرخ مــــن فــلــك الازرار مـطـلـعه


ودعـــتـــه وبـــــودي لـــــو يــودعــنـي
صـــفــو الــحــيـاة وانـــــي لا اودعــــه


وكـم تـشبثت بـي يـوم الـرحيل ضحى
وادمـــعـــي مــســتـهـلات وادمـــعـــه


لا اكــــذب الله ثـــوب الــعـذر مـنـخـرق
مـــنـــي بــفــرقـتـه لـــكـــن ارقـــعــه


انـــي اوســـع عـــذري فـــي جـنـايـته
بـالـبـيـن عــنــي وقـلـبـي لا يـوسـعـه


اعـتـضت مــن وجــه خـلي بـعد فـرقته
كــأســا يــجــرع مــنـهـا مـــا اجــرعـه


كــم قـائـل لــي ذقــت الـبين قـلت لـه
الــذنــب والله ذنــبـي لــسـت ادفــعـه


هـــلا اقــمـت فــكـان الـرشـد اجـمـعه
لـــو انــنـي حــيـن بـــان الـرشـداتـبعه


يـــامــن اقـــطــع ايـــامــي وانــفـدهـا
حــزنـا عـلـيـه ولـيـلي لـسـت اهـجـعه


لا يـطـمـئـن بـجـنـبـي مـضـجـع وكـــذا
لا يـطـمـئن بـــه مـــذ بــنـت مـضـجعه


مــا كـنـت احـسب ان الـدهر يـفجعني
بـــــه ولا ان بـــــي الايـــــام تـفـجـعـه


حـتـى جــرى الـدهـر فـيـما بـيـننا بـيـد
عــســراء تـمـنـعـني حــقـي وتـمـنـعه


وكـنـت مــن ريــب دهـري جـازعا فـرقا
فــلـم اوق الـــذي قـــد كـنـت اجـزعـه


بالله يــا مـنـزل الـقـصر الــذي درســت
آثــــاره وعــفــت مــــذ بــنــت اربــعــه


هــــل الــزمــان مــعـيـد فــيــك لـذتـنـا
ام الـلـيـالـي الــتــي امـضـتـه تـرجـعـه


فـــي ذمـــة الله مــن اصـبـحت مـنـزله
وجـــاد الـغـيـث عـلـى مـغـناك يـمـرعه


مــن عـنـده لــي عـهـد لا يـضـيع كـمـا
عــنـدي لـــه عــهـد صــدق لا اضـيـعه


ومـــــن يـــصــدع قــلـبـي ذكــــره واذا
جـــرى عــلـى قـلـبـه ذكــري يـصـدعه


لاصــــبــــرن لــــدهــــرلا يــمــتـعـنـي
بــــه ولابــــي فــــي حــــال يـمـتـعـه


عـلـمـا بـــان اصـطـباري مـعـقب فـرجـا
فــاضـيـق الامــــران فــكــرت اوســعـه


عـــل الـلـيـالي الـتـي اضـنـت بـفـرقتنا
جـسـمي سـتـجمعني يـومـا وتـجمعه


وان تـــغـــل احــــــدا مـــنـــا مــنـيـتـه
لا بـــد فـــي غـــده الـثـانـي سـيـتبعه


وان يــــدم ابــــدا هـــذا الــفـراق لــنـا
فـــمــا الـــــذي بــقـضـاء الله نـصـنـعـه

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5