لاتظلمن اذا ماكنت مقتدرا
- القصص والروايات
- 8/5/2012
- 1806
يروى أن صيادا لديه زوجة وأبناء ، لم يرزقه الله بالصيد عدة ايام ، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري .. في الأبناء والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع .بشيء ... وظل على هذا الحال عدة أيام
وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ، ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم
...ير مثلها في حياته
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال .. ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟
أخذ يحدث نفسه
سأطعم أبنائي من هذه السمكة
سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى
سأتصدق بجزء منها على الجيران
سأبيع الجزء الباقي منها
وقطع عليه أحلامه صوت جنود الوالي... يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الوالي .أعجب بها لقد قدر الله أن يمر الوالي مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب ...بها فأمر جنوده بإحضارها رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها . أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوه
وفي القصر … طلب الوالي من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء وبعد أيام اصاب الوالي داء(الغرغرينة، وكان يطلق عليه اسم غير هذا الاسمفي ذلك الزمان) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الوالي بشدة وأمر بالبحث عندواء له. وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينه، وعندما كشف الأطباءعليه، أخبروه بوجوب بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها، ولكنه أيضا عارض بشدةبعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبتهفألحوا على الوالي ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر...فوافق الملك
.وفعلا قطعت ساقه.
في هذه الإثناء، حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب
الوالي من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعى أحد حكماء.. المدينة، وسأله عن رأيه فيما حدثفأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟
فأجاب الوالي باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي
فقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد
فتذكر الوالي السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد
وإحضاره على الفور.. فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للوالي فخاطب الوالي الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا
فقال الوالي: تكلم ولك الأمان
فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله :بالدعاء قائلا
اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم