رواية لم أصدقها
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 3/5/2012
- 1470
- ناصر مهنا اليحيوي - غكاظ
في إحدى المناسبات الاجتماعية الثقافية ذكر لي أحد الأصدقاء أنه سمع أحد المسؤولين وهو يتناول بعض الأسماء العاملة تحت إدارته «بعنصرية» فيقول عنهم «إنهم من أصل غير سعودي» بالرغم أنهم يحملون الهوية السعودية وخدموا وطنهم سنين عديدة من المواقع التي تواجدوا فيها، ولإعجابي بذلك المسؤول وفكره فقد رفضت (تصديق) هذه الرواية لعدة أسباب، منها أن ذلك المسؤول على درجة عالية من العلم والفكر والثقافة، ثانياً موقعه يتطلب أن يتحدث بلغة عصرية بعيدا عن العصبية القبلية (الكريهة)، فإن أكرمنا عند الله أتقانا ودائماً قيمة المرء فيما يحسنه وليس بنسبه وأصله.
وبدأت أسأل الأشخاص الذين يجالسون ذلك المسؤول فصدمت من أحدهم أنه من الوارد أن يقولها لأنه دائماً ما يتباهى بحسبه ونسبه، وعندها صدمت بذلك المسؤول الذي كنا نعتقد أنه أسمى من ذلك بكثير. وهذا الفكر لا بد أن يوأد لضرره على البلاد والعباد فالتباهي بالألقاب لا يصنع مجتمعات متطورة وحديثة وإنما يعيدنا سنين إلى الوراء، والنبي صلى الله عليه وسلم وصفها بالعفنة، فقال عليه الصلاة والسلام «دعوها فإنها منتنة» دعونا نؤصل لفكرة الوحدة الوطنية وأبناء شعب واحد مهما تعددت أصولنا ففي النهاية نحن سعوديون يجمعنا دين واحد وتغطينا سماء بلد واحد ونتحدث بلغة واحدة.
وأناشد ذلك المسؤول ومن يحمل نفس فكره أن يتساموا ويرتقوا بفكرهم فلقد أعزنا الله بالإسلام ونحن أحوج ما نكون في هذا العالم موحدين متوحدين همنا وشغلنا الشاغل المحافظة على هذا الوطن ومكتسباته.
وأطالب هنا وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام أن تعمل جاهدتين على مسح هذه الفكرة من عقلية النشء عبر مقررات وبرامج يعدها مختصون لتخاطب عقول أفراد المجتمع وشبابه لنغير مثل هذه العقليات التي أكل عليها الدهر وشرب.
ولنأخذ المجتمع الأمريكي والمجتمعات الأوربية كمثال على التعايش بالرغم من اختلاف اللغة أحياناً ولكنها تبحث عن ما هو أهم من التنابز بالألقاب ولهذا وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم وتطور ورقي.
ومن العيب جدا أن تسأل عن أصل الأنساب وفصله وإنما تسأل عن علمه وعمله وماذا قدم لوطنه ومجتمعه.
وأخيراً أسأل صاحب تلك الرواية ما هو دورك حينما قال ذلك المسؤول ما قال؟ ولماذا لم تنبه إلى خطورة كلامه مهما كانت ردة فعله؟ ناهيك أنك تكسب أجرا لأنك نصحته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «انصر أخاك ظالماً أو مظلوما» وكلنا يعرف معنى الحديث، فإذا لم تتكلم في مثل هذا الموقف فمتى يتكلم الإنسان؟!