من قلّة الأعمال صارت القصيدة بريال
- مما أعجبتني ( نبطي عرضه قلطه)
- 26/4/2012
- 1369
- احمد العرفج -الوئام
لتسول عبر اللفظ ، والاستجداء من خلال القصائد ، فن عربي أصيل ، ويكفي أن
شاعرهم الكبير المتنبي يقول لممدوحة طالباً المال:
فسرت نحوك ، لا ألوي على أحدٍ
أحثُّ راحلتيّ [الفقر ] والأدبا!
تناسلت هذه المهنة ، وانتقلت عبر [ الجينات ] الوراثية ، منذ القرون الأولى حتى يوم الناس هذا .
وكل قرن يأتي ، تأتي معه غرائبه ، وإضافاته ، ومواقفه ، ولك أن تتخيل الخبر التالي : [ توصل عدد من المتسولين الذين يتخذون من أحدى محطات الوقود على طريق أبها / الطائف ، إلى طريقة جديدة في التسول تعتمد على إلقائهم للقصائد الشعرية أمام أصحاب السيارات ، مقابل ريال واحد ، أو أكثر حسب التفاهم مع صاحب السيارة .
ويقوم المتسولون بإدخال نوع سيارة من يلقون عليه القصيدة داخل أبيات شعرهم ، التي لا تملك وزناً ولا قافية ، ولكنها على الرغم من ذلك تثير إعجاب بعض المواطنين ]
أحد المحترفين لهذه المهنة يقول : [ وجد أنها طريقة جديدة في إقناع الناس بإعطائه بعض الصدقات ، لذا أصبحت وسيلة معتمده لاستدرار العطف ، خاصة مع كبار السن الذين يدفعون المال بعدسماع القصائد ، موضحاً أنه وزملاؤه يحفظون كثيراً منها ، ويستطيعون تعديلها عند الحاجة ] الخبر فيه من خفة الظل ما يجعلك تتذكر [ مغني الرصيف ] أو العازف على الرصيف الغربي ] ، حين ينشر موسيقاه في الفضاء ، لا يسأل الناس إلحافاً وإلحاحاً ، تاركاً حقيبته مفتوحة ، لمن أراد أن يدفع ، أو أراد سروراً !!
ولكن الحالة العربية هنا تختلف ، حين يتم التفاوض [ مقدماً ] على الأداء ، رغم أن المبلغ المطلوب لا يساوي تعب الحنجرة و وجع الانتظار على الطريق الشمسي ، بل لا يساوي نقد أهل العربية ، وأصحاب العروض حين يصرخون بأن [ القصائد لا تملك وزناً ولا قافية ] في عالم لا يؤمن إلا بميزان القوى ، ويكيل بأكثر من مكيالين!
حسنا ،ماذا بقي ؟
بقي القول ،في ظل شح الوظائف ،وصعوبات نظام (حافز) أخذ العاطلون يخترعون مهنهم بطريقتهم الخاصة،خاصة وإن يحفظون مئات الأبيات الشعرية من غير فائدة..وجاء الوقت الذين يسلعّون فيها معرفهم ومحفوظاتهم ..