زبانية الشر!

زبانية الشر!

 

لأشرار هم زبانية الشر، ليس لهم خطوط حمراء ولا صفراء ولا أي لون آخر، وليس لهم مصدات ولا موانع تمنعهم من المضي قدما في الرسم والتخطيط والتفوه في حياكة الشر والبؤس والخديعة، إنهم يخوضون في غمار الباطل بمهنية تامة وبمقدرة عجيبة وبمكر عال وفائق .

وتتابع ودون هوادة، وفق معادلات ونظريات ما أنزل الله بها من سلطان، إنهم يفعلون ما تأمرهم به أنفسهم الرمادية، ويرسلون الكلام على عواهنه دون ورع، ودون وجل، ودون تقوى، ويبتدعون من المفاهيم والأحكام ما تبرأ منه شرائع الإسلام، هذه الطبقة من الأشرار لديها مفردات رخيصة، ومسالك عوجاء، ونظريات باهتة، ومعادلات ناقصة، ومنهجيات خاطئة، أن هؤلاء الأشرار موجودون في كل مكان، وفي كل زمان، وإن اختلفوا وتباينوا وتعددوا في المقاسات والأحجام، ولغرابته قصصهم وحكاياهم تكون بعيدة عن التصديق وأقرب إلى الخيال، إنهم يعتقدون أن بوابات الأشياء كلها مفتوحة على مصاريعها أمامهم، ليعملوا ما يريدون ويشتهون ويبتغون وإن كان بتحريف وتخريف ودجل وتزوير وبهتان، إنّ أعمالهم هذه هي المسخ الحقيقي لقيم العدل والحقيقة والنور والسلام، والتضييع الكامل لنصوص الحياة النقية، ومعادلات القيم البهية، إنهم يعيشون في غابات الطغيان والكذب والتزييف والظلم، ويمارسون أبشع أنواع القهر والاضطهاد الكائن في نفوسهم المريضة ضد كل ما هو إنساني وبسيط، إنهم يعتقدون بأنهم المفضلون على سائر المخلوقات، وأنهم المكرمون والمقدرون والمبجلون والمتفردون والمتميزون ومن أجلهم خلقت الوردة والربيع والبهاء وعليه يحلوا لهم أن يفعلوا ما يريدون بعيدا عن كل الضوابط والحدود، إن زبانية الشر هؤلاء يستعملون كلمات الإفك المبين بلا هوادة، ويسوغون لأنفسهم الأهواء والشهوات، ويشبعون ملذاتهم دون حساب، ولهذا يُطّل الزيف عندهم برأسه بمنهجية عالية، وتنقلب لديهم القيم والأعراف والموازين.

إنهم عملياً يجيزون ما يريدون، ويقلبون الدنيا على رؤوس الآخرين وتلك هي الدناءة في أبشع صورها، لقد أطلقوا ماردهم البشع الدميم في الشر دون عقال ودون لجام ودون فرملة، محاولين الإطاحة بكل ما هو جميل وأنيق وبهي، لتبقى أصواتهم النشاز وحدها تشبه أصوات الجبابرة والطغاة ولصوص الليل وقطاع الطرق والصعاليك، إن أحصنتهم مريضة لكنها تشبه الريح، وحناجرهم بائسة لكنها تنطلق كالشرر المنبعث من الجمر للتعبير عن حاجات بغيضة وغير مشروعة، إنهم يشبهون الفقاعات في مستنقع الدجل والزيف والنكوص، لكن لن يكون لهم تأثير مع تنامي الوعي والمعرفة، وبزوغ فجر العقل والفهم والتمييز، والتصميم على صنع حياة جديدة عنوانها السبق والثبات والإثبات.

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5