باقي سنة على التقاعد.. «وش بتسوي»؟
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 24/3/2012
- 1571
- الرياض، تحقيق - سحر الرملاوي
تُعد من أخطر المراحل التي يمر بها الشخص إذا لم يحسن استغلالها
الرياض، تحقيق - سحر الرملاوي
تُعد مرحلة "التقاعد" من أخطر المراحل التي يمر بها الشخص، وخصوصاً أنها تأتي بعد رحلة كفاح، وأعوام عديدة، ومن الممكن أن يتعرض فيها الشخص إلى حالة نفسية سلبية، جراء عدم انشغاله، وكثرة أوقات الفراغ لديه، الأمر الذي من الممكن أن يقوده إلى التدخل في جميع شؤون أبنائه وزوجته، ثم تذمرهم من بقائه معهم، أو عدم انصياعهم لأوامره!.
في الجانب الآخر هناك من خطط جيداً لتلك المرحلة، وتجده منذ وقت مبكر، قد ادخر المال لحين سماعه خبر تقاعده، ثم البدء بمشروع يشغل أوقاته بما هو مفيد، كما أن هناك من ينظر إلى التقاعد على أنه مرحلة جديدة للإبداع وعدم التوقف، بمشاركته في الأعمال الخيرية، أو الشراكة مع الأصدقاء، وكل هذه الأمور تجعل منه شخصاً منتجاً يستفيد شخصياً، ويفيد الآخرين.
"الرياض" تطرح الموضوع، وتلتقي المقبلين على التقاعد، فكان هذا التحقيق.
تهيئة نفسية
"منيرة الزامل" - معلمة على وشك التقاعد - مفعمة بالحيوية وحب الحياة، فاجأتنا بمقدار ما تحمله من طموح ورغبة في العطاء، بل وشعور عارم بالحياة و قيمتها، وقيمة كل لحظة فيها، تقول: هيأت نفسي لمرحلة التقاعد، فأنا متطوعة في عدد كبير من الجمعيات الخيرية، مضيفةً أنها تعمل مع أطفال التوحد والانفصام، كما تشارك في مكتب المتقاعدات داخل إحدى المدارس، مشيرةً إلى أنها تُحب العمل، بل ولا تُفضل الركون الى الراحة، مؤكدةً أنه بعد تقاعدها ستعمل كمندوبة مبيعات متفرغة، حتى تجمع رأسمال مناسب لمشروع عمرها، فهي تفكر في عمل مسرح للأطفال، حتى يقدم لهم مختلف أنواع المتع الثقافية والترفيهية، مبينةً أن المسرح مكان مناسب لإقامة احتفالات الصغار بنجاحهم وذكرى ميلادهم، ذاكرةً أن لديها ابنتين وابن، وجميعهم متزوجون، موضحةً أنها تعشق السفر وتحب اكتساب المعارف، وقد أخذت عدداً كبيراً من الدورات المهارية في مختلف التخصصات، حتى لا تشعر بالملل بعد التقاعد، خاصةً وأنها عملت لمدة (30) عاما في المدرسة وتدرجت كمراقبة ثم معلمة سلوك.
عمل ثان
وينتظر "سليمان الغصن" - موظف - التقاعد بعد عام، حيث ينتظره عمله الخاص الذي يسعى إليه من الآن، وقال: حددت لنفسي التجارة كمصدر رزق، مضيفاً أنه يسافر إلى الصين كل شهرين، ويتجول في المصانع هناك، حتى يختار نوعية المنتج الذي سيتاجر به، مشيراً إلى أنه زار مصانع للأثاث المنزلي والملابس وغيرها، وبحث مع التجار هناك عن الأسعار والتكاليف، وقد اختار موقعاً لتجارته، مؤكداً أنه لم يبق إلاّ أن يُحدد نوعية المنتج، ولن يأتي تقاعده إلاّ وعمله الثاني جاهز، مبيناً أنه فعل ذلك حتى لا يستسلم للكسل، فهو رأى عدد من أصدقائه ركنوا للراحة، وأصبح العمل عبئاً لا يرغبون معاودته، وقد أورثهم هذا التكاسل والأمراض المعنوية والجسدية.
مشروع مزرعة
وأوضحت "سمر الردادي" أنها قررت أن تتقاعد مبكراً، بعد أن أمضت (20) عاماً من العمل في المجال الكتابي، مضيفةً أنها قررت أن تغير مجرى عملها وحياتها تماماً، وقد اختارت مجالا بعيداً، مبينةً أنها تحترق شوقاً إلى ممارسة عمل حر في مجال الزراعة، مشيرةً إلى أنها تمتلك أرض صغيرة، قررت استصلاحها واستثمارها، مؤكدة أنها قررت البدء في هذا الأمر بعد عام من الآن، وهي حالياً تجمع كل المعلومات وتسأل أهل الخبرة، حتى يكون الإنتاج في مستوى التطلعات.