صفات الجن وكيفية أجسامهم
- عالم الجن أسراره وخفاياه
- 22/3/2012
- 3654
أصل الجن
إن عالم الجن هو عالم خفي لايراه الإنسان ولايشعر به . والجن في ذلك بخلاف الإنس وقد سُمي الجن بذلك لأنه مستتر عن العيون ، وكل ما أستتر عن عينك فقد جن عليك وذلك واضح بنص القرآن الكريم بقوله تعالى ( إنهُ يراكم هو وقّبِيله من حيثُ لا تَرَونَّهُم ) صدق الله العظيم.
والجن مخلوق من مخلوقات الله تعالى ، يفترق عن الإنسان والملاك ، ولكن بينهم وبين بني آدم قسطاً مشتركاً من الصفات مثل صفة العقل والتمييز ، وصفة الحرية والقدرة على الاختيار بين الحق والباطل ، والصواب والخطأ ، والخير والشر . ويباينون البشر في أشياء جوهرية ، أهمها الأصل . حيث إن أصل الجن يختلف عن أصل الإنس .
اخبرنا الله سبحانه وتعال أنه قد خلق الجن من النار وذلك في آيات متعددة مثل قوله تعالى ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) الحجر(27)
وقال تعالى ( وخلق الجان من مارج من نار ) الرحمن (15) والمارج هو طرف اللهب كما أخبر ابن عباس ومجاهد وغيرهما وفي رواية من خالصه وأحسنه وقال النووي : المارج اللهب المختلط بسواد النار .
وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن الجن خلق من نار ، حيث قال ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) . أخرجه مسلم عن عائشة في كتاب مجاهد
أنواع الجن وقدراتهم على التشكل
ـ في الواقع يمكن معرفة ذلك من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الجن ثلاثة أصناف – صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء – وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون ). رواه الطبراني والحاكم والبيهقي .
- قدرة الجن على التشكل :-
في الواقع هي قدرة غير مطلقه وفي ذلك قال أبو يعلى محمد بن الحسين بن القراء :- ولاقدرة للشياطين على تغيير خلقهم والإنتقال في الصور وإنما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضروباً من ضروب الأفعال إذا فعله وتكلم به نقله الله سبحانه وتعالى من صورة إلى صورة ومن شكل إلى شكل فيقال انه قادر على التصور والتخيل على معني أنه قادر على قول إذا قاله وفعله نقله الله تعالى من صورته إلى صورة اخرى إنما يكون بنقض البنيه وتفريق الأجزاء وإذا انتـقضت بطلت الحياة . بهذا نستخلص أن الجني مقيد ولايستطيع التشكل إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى.
وهذا حديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يلقي بعض الضوء على النقطة التي تكلمت عنها أعلاه وهي قدرة الجن والشياطين على التشكل والتصور في صور الحيوانات وغيرها .
فعن أبي ذر رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
(( إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل أخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل أخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأه والكلب الأسود )) قلت يا أبا ذر مأبال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر فقال يأبن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سألتني فقال . الكلب الأسود شيطان )) رواه مسلم والنسائي والدرامي وابن ماجه .
وقال ابن تيميه رحمه الله – الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيراً وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانيه من غيره وفيه قوة حرارة .
كيفية أجسام الجن
- إن أجسام الجن رقيقه غاية في الرقة شفافة لا يمكن لعين الإنسان أن تبصرها وهي في هذه الحالة من الرقة والشفافية ، وفي هذا قال القاضي عبد الجبار الهمداني : فصل في كون أجسامهم رقيقه ولضعف أبصارنا لا نراهم لا لعلة أخرى ولو قوى الله تعالى أبصارنا أو كثف أجسامهم لرأيناهم ، وأعلم أن الذي يدل على رقة أجساهم قوله تعلى (( إنّهُ يَراكم هو وقَّبيله من حيثُ لا تَرونَُه)) فـلو كانوا لنا مرئيين , إن كانوا بقربنا ولا حائل بيننا وبينهم بحيث يوسوسون إلينا وكانوا كثافاً لرأيانهم كما يروننا وكما يرى بعضهم بعضاً .وبهذا فإن رقة وشفافية أجسام الجان هي التي تجعلهم يتمكنون من إختراق الحواجز والمساكن والجبال والإنتقال من مكان لآخر بسرعة فائقه تـتـفوق على سرعة بني أدم مرات المرات . وانه على مر الأيام والسنين لم يستطع أحد القول بأنه شاهد الجني على الهيئة التي خلقه الله سبحانه وتعالى بها في الأصل وإنما كل ماقيل في السابق والحاضر أن من شاهد الجن شاهدها وهي متصوره بصور شتى فإما على هيئة حيوان أو حية أو على شكل انسان أو أشكال تكون موجوده في الطبيعة فاشكالهم الحقيقيه مايعلمها إلاخالقها سبحانه رب العرش العظيم .
من خلق اول الجن ام الانس
الحقيقه يدور تسأل في أذهان كثير من الناس من خُلق أول الآنس أم الجن ولقد وجدنا الإجابة واضحة في القرآن الكريم وذلك في صورة الحجر في الآيتين ( 26-27) ( ولَقّد خَلقنا الإنسانَ من صلّصال مِن حَمّاٍ مَسنونٍ0 والجَانَّ خَلَقّنَاهُ مِن قِّبلُ مِن نَارِ السّموم )0 صدق الله العظيم .
ومن خلال الآيات الكريمه يتضح لنا أن الجان خُلق قبل الإنسان . وفي بعض الأحيان بعض الفقهاء والمحدثين يحددون هذه المده بألفي سنه ولكن في الواقع لا يوجد أي دليل على ذلك ولا نص صريح في هذا الخصوص ولكن الذي ثبت لنا في القران الكريم والسنه الكريمه ان الجن خلقوا قبل الأنس .