علموا أولادكم القناعة

علموا أولادكم القناعة

 

يخضع الطفل لغرائزه ,

ويسعى لإشباعها بشتى الطرق والوسائل وكلما كان أصغر ,

كان تأثير الأنا الأعلى

المتمثلة بالقيم والأخلاق , وأحكام الضمير,

والأسرة بأوامرها ونواهيها أقل .

وفي عصر الإستهلاك والمغريات الكثيرة في الأسواق , يصعب على الكبير أن يقاوم الرغبة في شراء السلع المعروضة ,

و العروض المشجعة التي تحث على الشراء , و تقدم التسهيلات المخادعة , وطبعاً الغاية هي مزيد من الربح بطرق

شتى . فإذا كان الكبار لا يستطيعون المقاومة , فكيف بالطفل الصغير الذي يرى بعينيه كل ذلك و لا يدرك معنى القدرة

الشرائية للأسرة و إمكانياتها المادية , فيتشبث بمطالبه و يصر عليها و يلجأ إلى مختلف وسائل الضغط على الأهل

للحصول عليها . إضافة إلى وجود رفاق له يحصلون على كل شيء و بإسراف , يظنه الطفل دليلاً على محبة أهلهم لهم

أكثر مما يحبه أهله . و كثيراً ما أسمع مر الشكوى من الأهل حول ذلك .

اذا ما الحل ؟؟

- يبدأ ترشيد الاستهلاك و تعليم الطفل إدارة مصروفه والقناعة :

بالقدوة الحسنة من الأهل بالدرجة الأولى , فالأهل المسرفون الفوضويون في الإنفاق لن يعلموا

أطفالهم سلوكاً مختلفاً .

- لا بدّ للأهل من تخصيص مصروف يومي محددّ للطفل يتناسب مع قدرتهم الماديّة و مع عمر الطفل

بآن واحد , و لا يعقل أن يدخل طفل لا يتجاوز العاشرة إلى محل و يشتري بأكثر من 500 ليرة سورية

حلويات و سكاكر( وهذا رأيته بأم عيني ) و هو أصلاً

لن يتمكن من أكلها كلها , ومن الخطأ صحيّاً كذلك أن يأكلها مهما كان الأهل مقتدرين ماديّاً .

- يجب أن نعلم الطفل أنّه إن أراد أن يشتري بمبلغ يتجاوز مصروفه اليومي

فلا بدّ له من أن يخطط لذلك ,

و يوفر من مصروف يوم أو عدّة أيام مثلاً ليتمكن من شراء ما يحبّه في يوم آخر .

- قبل اصطحاب الطفل إلى السوق , لا بدّ من الاتفاق المسبق على المبلغ الذي يمكن لنا إنفاقه

و لا نستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال , و نترك للطفل حريّة الاختيار ضمن حدود هذا المبلغ

ولا نقبل بتجاوزه مهما كان , أو نتفق معه على شراء قطعة واحدة فقط من الحلوى مثلاً لا أكثر ,

و نفهمه أن إخلاله بالاتفاق سيحرمه من متعة مرافقته لنا إلى السوق , ولا نرضخ لإلحاحه دون

أن نخجل من الآخرين الذين يحيطون بنا .

- بعد الثانية عشرة من الأفضل أن يصبح المصروف أسبوعيّاً

ونعلم الطفل أن يقسمه على أيام الأسبوع ,

فإذا أسرف في يوم عليه أن يقتصد في اليوم التالي , كما يجب أن يفهم أنّه لن ينال غير هذا المصروف طوال الأسبوع

. ولكن يمكن لنا أن نقدم له بعض المكافآت الصغيرة تعزيزاً لسلوك مرغوب نريد ترسيخه .

- أيضا لا بدّ لنا من تشجيع أطفالنا على الادخار بالقدوة - كما قلنا سابقا -

ثم بطريقة أثبتت جدواها مع أطفال عديدين أعرفهم هي : إنك إذا كنت ترغب

رغبةً شديدةً بشراء لعبة مثلاً ثمنها 300ل.س

فسوف تحصل عليها إذا ادخرت نصف ثمنها ونحن نكمل النصف الباقي .

- لا بدّ أن يتعلم الطفل أن الهديّة تعبير جميل عن التقدير والحب وليست إرهاقاً لميزانيّة الأسرة ,

ولا يقاس حبنا لمتلقيها بقيمتها الماديّة لكي لا يصرّ على تقديم هدايا غالية الثمن لأصدقائه في

.مناسباتهم , كما يفعل بعض رفاقه .

- لا بدّ من إطلاع الأبناء على وضع الأسرة المادي وكيف توضع الميزانية بشكل صحيح,

وما هي الأزمات التي يمكن أن تعترضها كالمرض , أو صيانة المنزل الضرورية , وكيف يجب أن

نتصرف حيال هذه النفقات الطارئة , طبعاً هذا يؤكد ويشجع فكرة الادخار.

- ومن القواعد الضروريّة أيضاً تعويد الأطفال المحافظة على مقتنياتهم وترتيبها وتنظيمها

سواءً كانت الملابس أوالكتب أوالألعاب لتبدو بحالة جيدة مهما قدمت , كما يجب تشجيعه على تقديم بعضها لطفل محتاج

أوجمعية خيرية لإخراجه من تمركزه حول ذاته , فيشعر بحاجة الآخرين ويتعلم العطاء

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5