علموا أولادكم القناعة
- القسم العام
- 19/3/2012
- 1430
- منقول
يخضع الطفل لغرائزه ,
ويسعى لإشباعها بشتى الطرق والوسائل وكلما كان أصغر ,
كان تأثير الأنا الأعلى
المتمثلة بالقيم والأخلاق , وأحكام الضمير,
والأسرة بأوامرها ونواهيها أقل .
وفي عصر الإستهلاك والمغريات الكثيرة في الأسواق , يصعب على الكبير أن يقاوم الرغبة في شراء السلع المعروضة ,
و العروض المشجعة التي تحث على الشراء , و تقدم التسهيلات المخادعة , وطبعاً الغاية هي مزيد من الربح بطرق
شتى . فإذا كان الكبار لا يستطيعون المقاومة , فكيف بالطفل الصغير الذي يرى بعينيه كل ذلك و لا يدرك معنى القدرة
الشرائية للأسرة و إمكانياتها المادية , فيتشبث بمطالبه و يصر عليها و يلجأ إلى مختلف وسائل الضغط على الأهل
للحصول عليها . إضافة إلى وجود رفاق له يحصلون على كل شيء و بإسراف , يظنه الطفل دليلاً على محبة أهلهم لهم
أكثر مما يحبه أهله . و كثيراً ما أسمع مر الشكوى من الأهل حول ذلك .
اذا ما الحل ؟؟
- يبدأ ترشيد الاستهلاك و تعليم الطفل إدارة مصروفه والقناعة :
بالقدوة الحسنة من الأهل بالدرجة الأولى , فالأهل المسرفون الفوضويون في الإنفاق لن يعلموا
أطفالهم سلوكاً مختلفاً .
- لا بدّ للأهل من تخصيص مصروف يومي محددّ للطفل يتناسب مع قدرتهم الماديّة و مع عمر الطفل
بآن واحد , و لا يعقل أن يدخل طفل لا يتجاوز العاشرة إلى محل و يشتري بأكثر من 500 ليرة سورية
حلويات و سكاكر( وهذا رأيته بأم عيني ) و هو أصلاً
لن يتمكن من أكلها كلها , ومن الخطأ صحيّاً كذلك أن يأكلها مهما كان الأهل مقتدرين ماديّاً .
- يجب أن نعلم الطفل أنّه إن أراد أن يشتري بمبلغ يتجاوز مصروفه اليومي
فلا بدّ له من أن يخطط لذلك ,
و يوفر من مصروف يوم أو عدّة أيام مثلاً ليتمكن من شراء ما يحبّه في يوم آخر .
- قبل اصطحاب الطفل إلى السوق , لا بدّ من الاتفاق المسبق على المبلغ الذي يمكن لنا إنفاقه
و لا نستطيع تجاوزه بأي حال من الأحوال , و نترك للطفل حريّة الاختيار ضمن حدود هذا المبلغ
ولا نقبل بتجاوزه مهما كان , أو نتفق معه على شراء قطعة واحدة فقط من الحلوى مثلاً لا أكثر ,
و نفهمه أن إخلاله بالاتفاق سيحرمه من متعة مرافقته لنا إلى السوق , ولا نرضخ لإلحاحه دون
أن نخجل من الآخرين الذين يحيطون بنا .
- بعد الثانية عشرة من الأفضل أن يصبح المصروف أسبوعيّاً
ونعلم الطفل أن يقسمه على أيام الأسبوع ,
فإذا أسرف في يوم عليه أن يقتصد في اليوم التالي , كما يجب أن يفهم أنّه لن ينال غير هذا المصروف طوال الأسبوع
. ولكن يمكن لنا أن نقدم له بعض المكافآت الصغيرة تعزيزاً لسلوك مرغوب نريد ترسيخه .
- أيضا لا بدّ لنا من تشجيع أطفالنا على الادخار بالقدوة - كما قلنا سابقا -
ثم بطريقة أثبتت جدواها مع أطفال عديدين أعرفهم هي : إنك إذا كنت ترغب
رغبةً شديدةً بشراء لعبة مثلاً ثمنها 300ل.س
فسوف تحصل عليها إذا ادخرت نصف ثمنها ونحن نكمل النصف الباقي .
- لا بدّ أن يتعلم الطفل أن الهديّة تعبير جميل عن التقدير والحب وليست إرهاقاً لميزانيّة الأسرة ,
ولا يقاس حبنا لمتلقيها بقيمتها الماديّة لكي لا يصرّ على تقديم هدايا غالية الثمن لأصدقائه في
.مناسباتهم , كما يفعل بعض رفاقه .
- لا بدّ من إطلاع الأبناء على وضع الأسرة المادي وكيف توضع الميزانية بشكل صحيح,
وما هي الأزمات التي يمكن أن تعترضها كالمرض , أو صيانة المنزل الضرورية , وكيف يجب أن
نتصرف حيال هذه النفقات الطارئة , طبعاً هذا يؤكد ويشجع فكرة الادخار.
- ومن القواعد الضروريّة أيضاً تعويد الأطفال المحافظة على مقتنياتهم وترتيبها وتنظيمها
سواءً كانت الملابس أوالكتب أوالألعاب لتبدو بحالة جيدة مهما قدمت , كما يجب تشجيعه على تقديم بعضها لطفل محتاج
أوجمعية خيرية لإخراجه من تمركزه حول ذاته , فيشعر بحاجة الآخرين ويتعلم العطاء