عقائد الجن الدينية وطعامهم

عقائد الجن الدينية وطعامهم

 

عقائد الجن الدينيه ومللهم

لقد أجمع معظم العلماء والمفسرين على أن الجن مكلفون ومحاسبون على أعمالهم مثل الأنس تماماً كما ورد في سورة الرحمن (( فَبأيَّ ألا ربكما تُكَذبان )) ويقول بعض العلماء أن من الجن المسلم ومنهم النصراني واليهودي ومنهم الكافر والعاصي وقد أخبر الله عنهم أنهم قالوا (( وأناّ مَنا الصَّالحُون ومنَّا دُونَ ذلك كُنا طرائِقَ قِدَدا )) سورة الجن الآيه (11)

ويقول أبن عباس في تفسير((كنا طرائق قددا )) أي منا المؤمن ومنا الكافر أما ابن تيمية فيفسر ذلك بقوله أي مذاهب شتى مسلمون وكفار وأهل سنة وأهل بدعه .

ولم يخالف أحد من العلماء في أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد أرسل إلى الجن والإنس وبالتالي فإن الجن يدخلون في عموم رسالته مثل الإنس . وقد سبق ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه عندما أفتقد هو والصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . وعندما جاءهم في الصباح أخبرهم بأن داعي الجن أتاه فذهب معه وقرأ القرأن على قومه من الجن .

وقد أختلف العلماء إختلافاً كبيراً في دخول الجن الجنة وكيف يدخلونها وعارض البعض ذلك ولا حاجة بناء إلى ذكر تلك المجادلات الطويلة ويكفينا ماذكرنا من آيات واضحة من أن الجن ينالهم الثواب على أعمالهم الصالحة ويستحقون العقاب على المعاصي وذلك لأن الله تعالى خلق الجن والإنس لغاية واحدة وهي عبادته تعالى (( ومَاخَلَقتُ الجنَّ والإنس إلا لَيَعبُدون )) . سورة الذاريات – الآيه 56)

ملل الجن :-

أنبانا الله تعالى أن الجن قالوا :

( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً ) .

فالجن ذوو مذاهب مختلفة قال السدى : الجن أمثالكم فيهم :-

( مرجئه ، وقدريه – وروافض ، وخوارج ) .

تكليف الجن وثوابهم

التكليف : -

أجمع أهل النظر على أن الجن كلهم مكلفون واستدلوا على ذلك بما في القرآن الكريم من ذم الشياطين ولعنهم وذكر ما أعد الله لهم من العذاب وهذه الأمور لا يفعلها الله سبحانه إلى لمن خالف الأمر والنهي وأرتكب الكبائر وهتك المحارم مع تمكنه من أن لا يفعل ذلك وقدرته على فعل خلافه.

يقول ابن مفلح في كتابه الفروع ( الجن مكلفون في الجملة إجماعاً يدخل كافرهم النار إجماعا ويدخل مؤمنهم الجنة وفاقاً لمالك والشافي رضي الله عنهما لإنهم يصيرون تراباً كالبهائم وأن ثواب مؤمنهم النجاة من النار خلاف لأبي حنيفة واليث بن سعد ومن وافقهما قال وظاهر الأول أنهم في الجنة كغيرهم بقدر ثوابهم خلافا لمن قال لا يأكلون ولا يشربون فيها كمجاهد أو أنهم في ربض الجنة أي حول الجنة كعمر بن عبدالعزيز قال ابن حامد في كتابه ( الجن كالأنس في التكليف والعبادات ) لوامع الانوار( /2/222/ =0)

وتكليف الجن ليس مساوياً لتكليف الإنس بل تكليفهم بحسب خلقهم وأحوالهم يقول ابن تيمية ( الجن مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم فأنهم ليسوا مماثلين للإنس في الحد والحقيقة فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحد لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم وهذا ما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين ( مجموعة الفتاوي 4-233) .

الثواب على أعماله :-

للعلماء رأيان في هذا الصدد

أحدهما : أن الجن يثابون على الطاعة ويعاقبون على المعصية وهو قول مالك وأبن أبي ليل ، والشافعي ، وأحمد ، وأبن عباس.

ثانيهما : لا ثواب لهم إلا الجناة من النار ، ثم يقول لهم : كنوا تراباً مثل البهائم وهو قول أبي حنيفة وليث ابن أبي سليم وغيرهما .

والصواب هو أن الجن لهم ثواب وعقاب 0 والقرأن يدل على ذلك قال الله تعالى ( ولكل درجات مما عملوا ) الانام 132

وقال الله تعالى ( وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس ) فصلت 125 ( وقال سبحانه وتعالى ( ,أنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً) الجن 14-15

ومن أظهر الحجج على ذلك قوله تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ) . إلى آخر السورة الرحمن الآية ( 46047)

فالخطاب هنا للجن والإنس ، فأمتن سبحانه عليهم بجزاء الجنة ووصفها لهم وشوقهم إليها ، فدل ذلك على أنهم ينالون ما أمتن عليهم به إذا أمنوا .

وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه لما تلا عليهم هذه الصورة ( الجنة كانوا أحسن رداً وجواباً منكم ماتلوت عليهم من آية إلى قالوا : ولابشئ من آلائك ربنا تكذب ) رواه الترمذي بنحوه.

والعقل يقوي ذلك ، لأن الله تعالى قد أوعد من كفر منهم وعصى النار ، فكيف لايدخل من أطاع منهم الجنة وهو سبحانه الحكم العدل .

وينبغي أن نلاحظ أن العلماء على الرغم من إختلافهم في دخول مؤمني الجن الجنة إلا أنهم اتفقوا على أن كافر الجن معذب في الآخره ، كما ذكر الله سبحانه في كتابه العظيم كقوله تعالى ( فالنار مثوى لهم ) فصلت 24الآية وقولـه سبحانه وتعالى ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً ) الجن الآية 15

هل من الجن رسل

سئل الضحاك عن الجن :هل كان فيهم من نبي قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم .

فقال : ألم تسمع إلى قول الله تعالى ( يا مشعر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم ).الأنعام –130 فهذه الآية في رأي الضحاك تدل على أن الله أرسل من الجن رسلا .

ولكن يرد عليه بأن الآية لم تصرح بأن هؤلاء الرسل من الجن أم من الإنس ، لأن قوله تعال ( منكم ) يحتمل كلا الأمرين فقد يكون المراد أن رسل كل جنس منهم وقد يراد أن رسل الإنس والجن من مجموع الجنسين فيصدق على أحدهما وهم الإنس .

وقد أختلف العلماء في ذلك على قولين .

فجمهور العلماء سلفا وخلفاً على أنه لم يكن من الجن قط رسول ، ولم تكن الرسل إلا من الإنس .وقلة من العلماء هم الذين قالوا إن للجن رسلاً منهم . وممن قال بهذا الضحاك كما ذكرنا وقال ابن الجوزي . وهو ظاهر الكلام .

هل الجن يموتون

في الحقيقه نؤكد أنهم يموتون حتماً كما تموت كل المخلوقات عندما يحين موعد أجلها المحتوم فالجن والشياطين من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ولذلك حق عليها الموت كما ورد في قول الله تعالى (( كُلُ مَن عَلَيها فَان ويَبقَى وجه رَبَّك ذو الجَلالَ والإكرام )) صدق الله العظيم .. سورة الرحمن الآيه (26-27).

ولقد ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (( أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )) .

وماذكر في الآيه الكريمه والحديث الشريف عن موت الجن فهو حقيقة بمعنى أن الجن يموتون لا محاله في ذلك .

أما طول أعمارهم فهذا لا نعلمه ولم يرد ذكره في أي من الكتب التي تناولت هذا الموضوع ، ولا نعلم فقط إلا أن إبليس اللعين سوف يبقى إلى يوم القيامه ، وهذا ماورد في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى (( قَّالَ أنظِرني إلى يومِ يُبعَثُون ، قال إنك مِنَ المنظَرِين )) صدق الله العظيم – سورة الأعراف الآيه ( 14015) .

ولكن من المعروف أن أعمار الجن أطول من أعمار الإنس ولكنهم يموتون ومما يدل على ذلك أن خالد بن الوليد قتل شيطانة العزى وهي شجرة كانت تعبدها العرب .

الجن يتناكحون ويتناسلون

هذا حقيقة مهم ويرغب الكثير من الناس معرفة هذا ولهذا نقول وبالله المستعان :

ورد في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) .

وقال أبن الأثير ( الخبث بضم ألباء جمع الخبيث والخبائث جمع الخبيثة يريد ذكور الشياطين وإناثهم - أما عن نكاح الجن وتناسلهم فإن بعض العلماء يستدلون على حدوث ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في زوجات أهل الجنة ( لّم يَطّمثهن إنسُ قَبلَهُم ولا جان )) سورة الرحمن الآية 56 ومن هذه الآية يستدلون على أن الجن يتناكحون ويستدل العلماء أن الجن يتناسلون وينجبون الذرية من قولـه تعالى ( أفتتخذونَهُ وَذرَّيته أولياء مَن دُوني وهُم لكم عَدّو ) سورة الكهف الآيه (50)

طعام الجن وشرابهم

من الثابت في الأحاديث الصحيحة أن الجن يأكلون ويشربون وكذلك الشياطين وقد قال البعض قديما أن الجن لا يأكلون ولا يشربون ولكن الأحاديث النبوية الشريفة جاءت صريحة وواضحة في هذا الشأن ، في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه وحاجته بينما هو يتبعه بها فقال : من هذا فقال أنا أبو هريرة فقال أبغني أحجاراً أستنفض بها ولا تأتـني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها في ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم أنصرفت حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت : مابال العظم والروثة ؟ يارسول الله قال (( هما من طعام الجن وأنه أتاني وفد جن نصبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعماً )).

أما الشيطان فإنه يأكل ويشرب أيضا ويدلنا على ذلك الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم وتوجد أحاديث أخرى توضح تربص الشيطان بالإنسان وتناوله الطعام معه إذا وجد الفرصة في ذلك .

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5