راضٍ بما قد مضى راضٍ بما قُسَما

راضٍ بما قد مضى راضٍ بما قُسَما

 

شعر د. عبدالعزيز محيي الدين خوجه

***
إنّي لقيتُك يا سبعونَ مبتسماً
راضٍ بما قد مضى راضٍ بما قُسَما

لم أَشْك من نَصَب قد مرّ بي حِقبا
وما بكيتُ على عُمرٍ قد انصرما

لم يبقَ لي غيرُ عفو الله أطْلبه
ورحمةً منه أرجوها ومعتصَما

وكلّ ما حلّ بي كربٌ على أُفُقي
أدعوه يُذهب عنّي الكربَ والسَّقما

* * *
أوَاه كم حَمَلتْ سبعون من زللٍ
كم يرحمُ اللهُ مِنْ ذَنبٍ وإنْ عظما

ربّاه إني على الأبواب ملتجئٌ
مالي سواك تقبَّل عبدَك الهرِما

لم يبقَ في القلب لا ليلى ولا رغدٌ
أمّا روانٌ فما راعتْ لنا ذِمَما

* * *
إنّي سهَرتُ الليالي في الهوى أَثِماً
أصدّقُ الزيفَ وعداً كان أو قَسَما

أكلّما قلتُ أَنسى صِرتُ أذكرهُ
وصاح شوقٌ قديمٌ فزّ واضطرما

كأنه في خلايا القلب مسكنُه
أهواهُ إنْ عدلا، أهواهُ إن ظَلَما

وكلّما طاب جرْحٌ نزّ إخوتُه
وثار جَرح جديدٌ غار ماالْتَئما

* * *
قد كنتُ، كم كنتُ مغروراً بمعرفتي
حتى حَسِبت بأنّي أبلغُ القِمما

ما كنتُ أعلم أن الدربَ خادعةٌ
حتى إذا أومأتْ سِرنا لها قُدُما

إن الذي خلتُه في القفر ملتجأً
كان السرابَ وكان الجَدبَ والعَدما

* * *
يا حاديَ الوهم كم زلّت بنا قدمٌ
وكنت أحسب أني أَبلغُ السُّدُما

سبعون مرّتْ بما فيها كثانيةٍ
أوراقُها سقطتْ والغصنُ ما سَلِما

لكنّها في سجلِّ الله قد كُتبتْ
أَحصى دقائقَها ما جدّ أو قَدُما

* * *
إنّي أتيتك يا ربّاه من ظُلَمٍ
أرجو بنورك أن تُجلي ليَ الظُلما

إنّي اعترفت فهبْ لي منك مغفرةً
أنت الحليمُ على من ضلَّ أو أَثِما

أرجو مِنْ الله يمحو كلّ معصية
ويقبلُ الله عبداً تاب أو نَدِما

ثم الصلاة على الهادي وعُتْرته
والآلِ والصّحب من أهْدوا لنا القِيمَا

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 1

المسلم 8/3/2012

ما شاء الله على الوزير شاعر وكلام جميل جدا