شقيق المدام
- القسم العام
- 1/3/2012
- 1369
- د.مطلق سعود المطيري-الرياض
جيد أن تتجه الصحافة في الكشف عن حالات استغلال الوظائف العامة لتحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة، وجيد أيضا أن ينشط الجمهور العام ويتفاعل بإيجابية ويبلغ عن حالات استغلال وقف عليها بدليل قاطع، في الأسبوع الماضي قدمت لنا جريدة عكاظ صورة من هذا العمل الرائع عندما نشرت قصة استغلال مسؤول كبير لمنصبه في توظيف ابنه على وظيفة لا يعمل بها وكل معرفة الابن بها تتوقف عند "الراتب"، هذه القضية أخذت طريقها الى التحقيق وهو الطريق الوحيد واليتيم للتعامل مع مثل هذه الحالات.
استغلال الوظيفة لو أردنا ترجمة عملية له لقلنا دون تردد هو "خيانة أمانة"، وهو يقع في أدنى مستويات الأخلاق والشرف، وكيف يمكن أن يكون الإنسان شريفاً وهو يسرق ما حمل أمانته، ويقطع أحشاء الوطن من أجل أن تشبع أحشاؤه الحديدية، يسرق ويخون وكلما تقدمت به الوظيفة إلى الأمام سرق وخان، ولو تتبعنا أمراض التنمية من تأخير في تنفيذ المشاريع، وغياب بعضها عن الواقع لعرفنا كم يد سحبت المال بصلاحية تلك اليد، وتركت المشروع التنموي فكرة كادت أن تكون واقعاً ولكنها قتلت بفعل فاعل مسئول ونافذ..
شقيق المدام هو وضع وليس شخصاً يتورط به المسؤول، له شكل واحد ومصالحه عديدة، وإن كانت هيئة مكافحة الفساد تريد أن تستقصي عن حالات الفساد في مؤسسات الدولة فليكن تركيزها على "نسيب المسؤول" فعنده ملف المناقصات وملف التعيينات وملف الترقيات والحوافز، وهذه المصالح تقدم دائماً من المسؤول للزوجة الحبيبة، عل في ذلك يتحقق رضاها الذي تجاوز في ضمير بعض المسؤولين كل رضا..
عندما أتكلم عن الجمهور النشط والذي يتفاعل بإيجابية، أقصد بأن لا يمنح هذا الجمهور الشخص الاستغلالي أي صورة من صور الاحترام والوقار مهما علا منصب هذا الشخص، ويجب أن يعرف الشخص الذي يستغل منصبه مباشرة بأنه شخص غير محترم خالي الضمير وضعيف الأمانه، مثل ماهي أرضنا طاهرة يجب أن تكون ضمائرنا طاهرة، أراد لنا والدنا العزيز حياة تعلم الحياة أسماء النزاهة وصفاتها، وبقي على ضمائرنا أن تتعلم من رسالة عبدالله بن عبدالعزيز كيف تصنع أدوات الأمانة التي تحمي بها أمانة الوطن.
البلد الأمين للإنسان الأمين، بدأ برسالة الأمانة وسيظل عنوان الأمانة لكل عصر وتاريخ.