ماذا نريد من الجنادرية؟!
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 16/2/2012
- 1469
- نقل عن الاقتصاديه
لقد ألقى مهرجان الجنادرية القبض على الأمس واستضافه في حاضرنا، أحاطه بالمدعوين من الداخل والخارج وبالزوار كبارا وصغارا من الجنسين.. وبذا منح المهرجان للحواس سباحة شعورية في كل تفاصيل ماضينا التليد صوتا وملامح وروائح وذائقة وطاف بنا فيه على بساط حنين أليف.
لقد كرّس مهرجان الجنادرية في مسيرته بُعدين واضحين أكسباه نكهة الاختلاف النوعي، فهو قد قام بمسرحة الأمس حيا معاشا في الهواء الطلق في بيئته العتيقة عبر الساحة الشعبية بكل معروضاتها من الفنون والطقوس والتقاليد في حلقات التعليم وهيبة المطوع وألعاب الحواري وغيرها، كما قامت القرية الشعبية بتجسيد الأنشطة ومهارات الأسلاف في الحرف والأدوات والأجهزة والفرش والملابس والحلي والعطور والأطعمة والأشربة... إلخ. أما الندوة الفكرية التنويرية فقد ظلت تقدم كل عام محاور لمواضيع مختلفة بجانب أمسيات شعرية وقصصية ومحاضرات ومنتدى الخيمة اليومي.
لكن هذا الإنجاز بات دورة أسطوانة رتيبة تحتاج إلى إضافة معزوفات أخرى وإلى ضخ وهج جديد من الفن والمتعة، ما يعني وقفة حساب ومراجعة للإبقاء على المبهر والاستغناء عن الهش الزهيد. وهذا يتطلب نقلة جسورة في شكله وفي محتواه من خلال استكشاف رؤى وانطباعات ضيوفه المميزين من الخارج والداخل والطلب إليهم تزويد اللجنة المشرفة على المهرجان بما يتطلعون إلى أن يقوم هذا المهرجان بتقديمه واستحداثه وعرضه وإضافته، وبالكيفية التي يرون فيها تحقيق ذلك، مع ضرورة الاحتكام إلى آراء وتصورات الخبراء والمختصين بصناعة المهرجانات والكرنفالات المشابهة.. ولسوف تضخ هذه الذخيرة من الآراء حماسا فوارا في إيقاع هذا المهرجان يؤجج أيامه بالإبهار واللذة والفائدة.
إن أفق الجنادرية يتسع لحشد من التجارب العالمية التي يمكن مجاراة بعضها واستضافة بعضها الآخر.. على سبيل المثال: الرقصات الشعبية، أو ألوان الفنون الأخرى، الغناء والطرب، لكي تتجاور مع ما لدينا من تراث ثري من شجن الربابة والمزمار والسمسمية وجوقات السامري التي تأخذ زينتها في كل مناسبة، على أن تكون الشخصيات التي ينبغي دعوتها ثقيلة الوزن ممن أنتجوا فكرا وإبداعا وفنا أداروا به مهجة الكون، وليست تلك التي بضاعتها التطفل الباهت!
إن مهرجانا كهذا المهرجان ينبغي ألا يجلس على منصاته أو يقف على منابره أو خلف ميكروفوناته أو يتصدر في مجالسه إلا شخصيات عملاقة فذة في علمها وفنها، وهؤلاء بكل تأكيد موجودون في ملاذ كراماتهم لا يتهافتون على الأضواء لكنهم حين تصلهم دعوة كريمة تليق بهم يهبون أرواحهم للداعي عن طيب خاطر وتقدير أيضا.
أليس ذلكم مما حان التفكير به لكيلا يتخثر الدم في عروقه ولا يحشو التثاؤب فمه؟ بلى.. بلى.. فهل نفعل؟!
التعليقات على المقالة 1
محب التراث20/2/2012