لا لناطحات السحاب.. نعم لناطحات النجوم

لا لناطحات السحاب.. نعم لناطحات النجوم

 

عندما كنت في المرحلة الابتدائية قدر لي أن أذهب إلى مدينة تبوك، وكانت في ذلك الوقت مجرد بلدة صغيرة، وحصل أن رجلا شيد مبنى من أربعة طوابق فأصبح أعلى منزل في البلدة، وأذكر أن شيخا وضع يديه على رأسه من شدة التعجب قائلا: لا شك أننا في آخر الزمن، وهذا المبنى ما هو إلا من علامات الساعة. وأخذ يردد الحديث الشريف القائل بما معناه أن من تلك العلامات أن الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان.

ولا أدري ماذا سوف يقول ذلك الشيخ لو أنه ما زال حيا عندما يشاهد مبنى من (400) طابق لا أربعة طوابق؟!
وكنت أظن إلى وقت قريب أن برج «خليفة» البالغ ارتفاعه (800) متر لن يصل إلى حده أحد، إلى أن سمعت أن الأمير الوليد بن طلال يزمع بتشييد ناطحة سحاب في جدة ارتفاعها (كيلومتر) كامل.

غير أنني لم أكد أبلع ريقي، حتى وصلني على (النت) عرض لمشروع شبه خيالي سوف يقام في مدينة دبي أيضا، وارتفاعه - صدقوا أو لا تصدقوا - هو: (2400) متر، وهناك بالأعلى لا يكاد يوجد أكسجين، وتكون درجات الحرارة منخفضة جدا، وسوف تشاهد المناظر مثلما كنت تشاهدها من الطائرة، ولكي تصعد إلى هناك، ما عليك إلا ركوب القطار الرصاصة - هكذا سموه - حيث يصعد بك 400 طابق هي عدد طوابق هذه المدينة الرأسية وهو يقف كل عشر دقائق أو كل مائة طابق - أو كل محطة قطار إذا كنت تفضل هذا التعبير - لماذا مائة طابق؟! الجواب بسيط، حيث إن المدينة مقسمة إلى أربع مجاورات رأسية كل واحدة تحتوي على مائة طابق من المبنى وتنتهي ببلازا للمدينة تجتمع فيها الحدائق وكل أنشطة التسوق والترفيه التي تتخيلها في مدينة، وترتبط البلازا بعناصر الحركة الخاصة بكل قسم أفقي من أقسام المجاورة، إذ إن المبنى أفقيا عبارة عن 6 أجزاء، ثلاثة منها تلتف للأعلى مع عقارب الساعة وثلاثة تلتف عكسها.

تبقى مشكلة المشاكل لدى كل معماري، وهي مواقف السيارات وتوفيرها بشكل كاف وغير مكلف، عذرا على الكلمة الأخيرة فقد نسيها المصممون لهذا البرج تماما، ربما لأنهم من كوكب آخر، فقد وفروا عدد 15 طابقا تحت سطح الأرض لمواقف سيارات آلية، بمعنى أنك لن ترى المواقف، كل ما عليك أن تنزل من سيارتك بالطابق الأرضي وسيتولى نظام آلي روبوتي توزيع السيارة في المكان المناسب، وعندما تطلب أنت سيارتك ستكون جاهزة أمامك قبل أن يرتد إليك طرفك.

أما إذا كنت من جماعة (VIP)، ولست من (قوم أبو نعيلة) كحضرتي، فلا تقلق لأن النظام الآلي سيتولى ركن سيارتك في أحد طابقين فوق الأرض مخصصين للصفوة.

وما عليك إلا أن تدق (سلف وتعشق وتدعس).

أرجو ألا يظن أحد أن (كل من طبل لي سوف أرقص له)، لهذا فلدي شك كبير بإمكانية تنفيذ هذا المشروع الأخير الذي وصلني على (النت)، أما لو كان صحيحا فأرجوهم أن يحجزوا لي غرفة في السطوح ومعها (برشوت).

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 1

صاخب السعاده19/2/2012

والله يا خوي احنا في اخر زمن الله المستعان نسال الله حسن الختام لللمسلمين