حتى على الشمس .. لن نسلم من الحسد!

حتى على الشمس .. لن نسلم من الحسد!

 

حينما يعلم من تقدم نفسك له من الأوروبيين أنك من الخليج أو السعودية خاصة، يغبطك كثيراً على أمرين أولهما البترول وثانيهما الشمس!

وقد أعطينا (البترول) كل اهتمامنا طوال العقود الماضية .. وأهملنا (الشمس) فخسرنا ثروة طائلة وفتكت بنا الأمراض التي سلم منها الآباء والأجداد لأنهم كانوا يعملون تحت أشعة الشمس .. وأهمها هشاشة العظام المنتشرة لدينا حالياً بشكل مزعج بعد أن أصبحنا نخاف تعريض أجسادنا للشمس حتى لبضع دقائق في اليوم!

وتعتبر الطاقة الشمسية رهان المستقبل .. فهي متجددة على عكس النفط الناضب .. وهي إن نجحت الأبحاث في تخفيض تكاليف إنتاجها ستحل مشكلة الطاقة لكثير من البلدان التي تشرق فيها الشمس معظم إن لم نقل جميع أيام العام وعلى مدى ساعات طويلة، لذا قال خبراء الطاقة الدوليون "إن السعودية لديها المزايا التي تمكنها من أن تصبح أكبر دول العالم إنتاجاً للطاقة الشمسية، بل حتى تصديرها مستقبلاً"، أما رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل فقد قال في حوار حول الطاقة "المملكة وضعت ميزانية مفتوحة لتطوير الطاقة الشمسية وجعلها هدفاً استراتيجياً لاستحداث بدائل للطاقة. وأضاف: "لقد تلقينا الدعم من وزارة المالية لمشاريعنا الشمسية في أقل من ثلاثة أيام". كما أن المهندس علي البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء قال لي حينما هاتفته مهنئاً بإيجاد محطة للطاقة الشمسية في جزيرة فرسان (نتمنى أن نتحول في إنتاج الكهرباء إلى الطاقة الشمسية لكنها ما زالت مكلفة .. وقد أقمنا محطة فرسان لإجراء مزيد من الأبحاث بالتعاون مع اليابانيين كي نحاول تخفيض التكلفة إلى الحد الذي يسمح باعتماد هذه التقنية).

ويبقى بعد ذلك سؤال كبير عن أسباب فشل مشروع "العيينة" للطاقة الشمسية الذي كان رائداً حيث دشن قبل أكثر من 30 عاماً، لكنه ظل يراوح مكانه ولم نعد نسمع عنه شيئاً!

والخلاصة: لن نسلم من الحسد على نعمة الشمس .. كما عانينا من الحسد وما زلنا منذ تدفق الذهب الأسود في بلادنا .. حيث تسلط علينا الأصدقاء والأعداء على حد سواء .. فالصديق يريدنا أن نوفر له النفط الخام بكميات كبيرة وبأسعار يرضى بها ثم يعيد تحويله إلى سلع يبيعها إلينا بأسعار عالية جداً .. ويسعى إلى تثبيط عزمنا عن التصنيع كي نظل نعتمد على استيراد كل شيء جاهز - كما يقول الصناعي المخضرم المهندس سعد بن إبراهيم المعجل!

أما العدو فبطبيعة الحال لا يتمنى لنا الخير، لكنه لن يستطيع - بإذن الله - إطفاء نور الشمس أو أن يصبح نفطنا غوراً .. وهو ما يتمناه!

وأخيراً: أتمنى تأسيس (جمعية الشمس الساطعة) التي تضم في عضويتها ممثلين للجهات ذات العلاقة للعمل على التنسيق فيما بينها ومحاولة الاستفادة من الشمس في جميع المجالات بدل أن تعمل كل جهة بشكل منفرد فلا تحقق النتائج المرجوة في الوقت المحدد!

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5