لا يستحق الإجازة.

لا يستحق الإجازة.

 

يوجد في بلادنا مقيمون دون إذن إقامة. والإحصاءات الرسمية عن ذلك معلومة.. وموجعة. وتشغل رجال شرطة الجوازات، وأخبارها تظهر بين حين وآخر في الصحافة المحلية.

ويوجد في بلادنا وافدون لا تحتاجهم قاعدة العمل الفعلية - أرى أنها مشكلة، قامت باستقدامهم مؤسسات وهمية وتكتفي بالأتاوة الشهرية والسنوية عند كل تجديد أو خروج وعودة، وهذا معلوم ويكاد يكون قاعدة أو عرفا عند الرسميين والمخططين والباحثين والغيارى والمخلصين للوطن وأهله. معروف.. قاعدة.. معترف بها.

الكشف عن تلك الحالات ليس بيد رجال شرطة الجوازات. فهم - على قلة أفرادهم وإمكاناتهم - لم يقصّروا في واجبهم. رغم كونهم يعانون من كثرة إخراج المحتجزين من الحجز بعد يوم أو أقل من إلقاء القبض عليه/ أو عليها. ودوريات الأمن لديها الكثير من الأعباء الملقاة على متنيها في عملها اليومي، ولا تستطيع متابعة المتخلفين و"البدون" في مدن كبيرة مثل مكة المكرمة وجدة والمدينة والطائف والدمام. أرى أنها مشكلة، وعويصة أيضا، وصعبة ومعقدة.

ومفردة "بدون" تلك اختلطت على الصحافة الغربية زمان أزمة الكويت. ويكتبونها (The Bedoun)، وغير حسني الإطلاع على الشئون العربية، من القراء غير العرب ظنوها (Bedouin) أي: بدوي من الصحراء.

الجوازات وإصدار الجديد منها للسعوديين، وكذلك الهوية الوطنية، وإصدار الجديد منها للسعوديين، والشيء ذاته مع بطاقة العائلة السعودية. فالتدقيق والفحص وإنعام النظر يسد كل أبواب التهاون. وهذا حق سيادي للدولة لا غبار عليه. وكذلك الأسئلة اليقظة لمن فقد جواز سفره وطالب ببدل فاقد. فهذه (الجوازات) لماذا لا تطبق معرفتها وخبرتها مع غير السعوديين وأعدادهم المتنامية في كل مدينة رئيسة من وطننا. هاربون من كفلائهم.. عابرون حدود بلدنا عن طريق التهريب.. متخلفون من سنين، ولا أحد كلف نفسه بالسؤال إلى أين ستؤدينا المشكلة، ولا أحد قدّم دراسة جدية محايدة ترينا الخلل وكيفية علاجه. تلك المشكلة التي يندر وجودها في بلدان أخرى.

وأجزم - ولا أعدم من يتفق معي - أن مشكلة سكانية كهذه ليست من المشاكل التي تحل نفسها بالنسيان والتقادم، والتفكير المؤجل. فهي كلما تتقادم يتولد عنها مصاعب سوف يتعذر حلها.

وبودي - كمواطن - يريد لبلاده الاطمئنان والراحة، أن تُدعم كوادر شرطة الجوازات وسلاح الحدود. وأن يحصلوا على الحوافز المادية التي تجعلهم لا يتغاضون عن البسيط من المخالفات، فهي تبدو صغيرة لكنها تكبر مع الزمن.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 1

احمد 15/1/2012

كلام صحيح وواقعي وهذا هو الحال