عريس الغفلة وعروس الندامة؟

عريس الغفلة وعروس الندامة؟

 

رزقها الله بعريس طيب القلب حنون ذي خلق ودين، فبدأت أمها, وأخواتها يجهزن معها قائمة بطلباتهن ومستلزماتهن، وكأنه لم تكفيهن طلبات العروس، فتدخلن في الموضوع وبدأن بسنِ سكاكين طلباتهن أيضا.

نظرت إليهن عروس الغفلة ببلاهة قائلة:

(هذي مو طلباتي هذي طلباتكم معي)!!

نظرنّ إليها باستهزاء قائلات: (ياغبية لازم نكثر عليه الطلبات ونهد حيله عشان ما يفكر في غيرك)؟

هزت رأسها دون تفكير وهي تلعب بالبلاك بيري، موافقة لهن على كل ماقلنهُ لها من ُهذاءات ؟

وسنت معهن سكينها،وتحمل العريس ديونا لا طاقة له بها، ولم يستمع حتى لنصائح أهله حينما قالوا له:بأن طلبات العروس، وأهلها مبالغ فيها،وتتجاوز المعقول والمنطق ولابد من التروي والتحدث معهم ، وتم الزواج ؟!

وفي نهاية المطاف، وبعد أن انتهى (العسل العلقم)، هاله كم الديون الهائلة التي استدانها، وكيف أنه لم يتبق من راتبه في نهاية الشهر إلا الفتات!!

وتحسبون أن عروس الغفلة تركته وداخلت قلبها الرحمة عليه كلا والله بل تمادت في غيها، وخلفها أمها وأخواتها يحرضنها، ويسددنّ، للعريس المسكين الضربات، وصرن يحركنها من وراء الكواليس وهي كالدمية في أيديهن، واستمر مسلسل (ماعليك منه، لا تصدقينه، ترا عنده فلوس) إلى غيرها من مسلسلات اللكم اليومي؟!

وحتى صديقاتها لم تسلم من تحريضاتهن لها ومكرهنّ وكيدهن!

وللأسف شخصية عريس الغفلة، الضعيفة أغرقته في الديون، ولولا الله ثم أهله وأخوته لكان السجن مصيرهُ ،وبعدها، أعاد عروسه، ولم يكملا عامين، لبيت أهلها، أما هي فلم تهتم، ولا على بالها، واستقبلتها أمها وأخواتها ببرود قائلات لها: غدا يأتيك أغنى منه ويُغرقكِ في العز وهي مازالت تهز رأسها ببلاهة وتنساق وراءهن؟!!

وحكم العريس على بنات حواء كلهن بأنهن مثلها تماما وكره الزواج وسنينه، ونسي أنه هو من اختارها وعاند أهله من أجلها ونسي أن هناك أسراً، كريمة مستورة، لا تريد سوى إعفاف بناتها، ولا تفكر بإرهاق طالب الزواج!

وبأن هناك نساءً، وفتياتٍ على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، والإحساس، والقناعة والصبر... والحكمة.....

لا أدري ماالذي يضر الأهلون لو بدأت الأم بتعليم وتدريب ابنتها منذُ سِنيَّ مراهقتها، وحتى تشب على أصول إدارة المنزل

وفنون التعامل الراقي مع زوج المستقبل، وآداب الزواج، وماالذي ُيضير الأب، لو تعاون معها، وساهم في تعليم ابنه كذلك

أصول التعامل مع الزوجة بحب، وآداب الزواج والصبر والحكمة، للأسف تزُفُ الفتاة، وكذا الفتى، وهما عديما التوجيه

والخبرة والتعامل، وتبدأ بعدها المآسي، والأدهى لو كانت الزوجة تتعامل مع زوجها بنفس تعامل والدتها السيىء مع والدها

وكذلك الزوج حينما يطبقُ على زوجته طريقة تعامل والدة مع أمه إن كان سيىء التعامل معُذِباً لها!!

والعكس صحيح لو كان تعامل الوالدين مع بعضهما رائعا ومرهفا، وشاهده الأبناء والبنات فسيكون له أثر ووقع عليهم!

أما الدورات التدريبية فللأسف قلة من يقبل عليها وإعلاناتها ضئيلة، وليتها تكون إجبارية !

ومازال مسلسل المهور الخيالية والطلبات غير المعقولة مستمرا فكيف بالله عليكم يصل المهر ل 80 ألفاً هذا عدا الطلبات الجانبية؟

اتقوا لله أيها الآباء وارحموا وخففوا على من جاءكم طالبا الستر والعفاف وما دام ذا دين وتقى وإنسانية ومروءة ونبل

فهذه هي السعادة بعينها... اتركوا عنكم هذا من القبيلة الفلانية وهذا ليس من القبيلة العلاّنية وهذا ( خط 110 وهذا 220). ترى الدنيا فانية وأهم شيء التوفيق والستر، والتقى والدين، وأن يكون كلٌ منهما عوناً للآخر على مصاعب الحياة الفانية وتقلباتها وبلسما وضمادا لبعضهما.. إن ّجرحهما لا قدر الله الزمن...

وما على الدنيا عتب كل ما فيها أماني...!!

ويا قلب لا تحزننّ!

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5