حقيقة احتكاك الجن بالانس
- عالم الجن أسراره وخفاياه
- 16/2/2011
- 1898
هل يستطيع الجني إذاء الإنسان
لقد سمعنا الكثير عن أذى الجن للإنس وإصابته بإصابات وأمراض كثيرة . وهذا ثابت في الكثير من الأحاديث والحكايات التي ترويها لنا الكتب منذ زمن طويل وإذا حدث للجن مايوجب الغضب من الإنسي فإنه يبادر على إيذائه إنتقاما وغيظاً فقد يحدث أن يصب الإنسان ماء حار فوق الجني دون قصد منه أو يصيبهم بوله أو ينزل في بعض منازلهم دون أن يشعر وفي هذه الأحوال يسارع الجن إلى الانتقام من الإنس ويساعدهم على ذلك أنهم سر يعوا الحركة ولا يستطيع الإنسان أن يراهم أو يحدد مكانهم وقد تؤذي الجن الإنس وذلك لمجرد الرغبة في الإيذا . وهي رغبة تعود إلى فساد الخلق وسوء النوياء وهذا يحدث بين الإنس أنفسهم حيث نجد في كثير من الأحيان أحد الأشخاص لا يهدأ له بال إلا إذا تسبب في إلحاق الأذى بغيره من الناس مستخدما أحط الوسائل والأساليب . وغالبا مايرجع هذا إلى الحقد والغيرة التي تقترن بضعف الإيمان وفساد القلب والعقل .
ومن أشهر وأصعب أنواع الأذى التي يصيب بها الجن الإنس هو مرض الصرع الذي يعرف الكثيرون أعراضه وأطواره .
هل يسكن الجن بيوت الانس
في الواقع نسمع عبارة ( هذا البيت مسكون ) والمقصود بذلك أن هذا البيت تسكنه الجن ( فهل من الممكن أن تسكن الجن في البيوت وهل يوجد مايدل على ذلك من الأحاديث النبويه الشريفة .
إن سكن الجن في بيوت الأنس هو ممكن وهذه الجن ( تسمى بالعوامر أي التي تعمر البيوت ) غالبا ما تتشكل في صور الحيات . وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل جنان البيوت فربما كان هذا الجني الذي قُتل مسلماً فعن أبي سعيد الخدري قال - قال رسول صلى الله صلى الله عليه وسلم ( إن بالمدينة نفر من الجن قد أسلموا . فمن راي شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً فإن بدا له بعد فليقتله . فإنه شيطان ) . روا مسلم
أي أنه عندما يرى المسلم حية في البيت فيجب عليه أن يـأمرها بالخروج ( يؤذنها ) فإذا شاهدها بعد ثلاثة أيام فجيب عليه أن يقتلها فإنها شيطان.
وذلك لأن المسلم قد تأكد من أن هذه الحية ليست جناً مسلمه والا كانت قد انصرفت من المنزل كما أمرها صاحبه 0 فالجني المسلم لا يؤذي أهل المنزل ولا يخيفهم ولا يفعل ذلك إلى الشيطان أو الأفعى الحقيقية وهنا يحق عليهم القتل .
ولكن الحقيقة أن البعض قد يشيعون ظلما وبهتانا أن منزلا أو مكانا معينا مسكون بالجان وذلك لغرض ما في نفوسهم . والناس دائما مايصدقون هذه الأباطيل وينساقون وراء هذه الأقاويل والاوهام متعللين بأي حجة واهية قد تكون صرير أحد الأبواب يدفعه الهواء أثناء الليل أو مواء القطط خلال ظلام الليل أو غير ذلك مما يمكن أن يحدث في البيوت المهجورة أو حتى المعمورة ويصدقون هذا الوهم الذي ينكشف عندما يجرؤ شخص قوي الأعصاب شديد العزيمة ثابت الجنان على كشف هذا الوهم الباطل ويثبت للناس أن ليس في هذا المكان مما يتوهمون شيئاً .
هل مرض الطاعون من الجن
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ( فناء أمته بالطعن والطاعون ، وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة .
وفي مستدرك الحاكم ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة ) .
قال أبن الأثير : الوخز - طعن ليس بنافذ.
وقال الزمخشري : يسمون الطاعون وخز الجن .
ولعل ما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال سبحانه وتعالى( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ).
هل الحيوانات تشاهد الجن
وقد أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أن بعض الحيوانات ترى الشياطين بينما لا يتمكن الإنسان الذي بجوارها من رؤيتها . وكذلك ترى بعض الحيوانات الملائكه وهذه حكمة الله تعالى . فقد روى ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً وإذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً )). رواه البخاري .
ومن هذا المنطلق فأن بني أدم بستطاعته إستشعار الشيطان عند سماعه لنهيق الحمار وبالتالي يبادر إلى الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . فمن يدري فربما أراد الشيطان بنا شراً . وكذلك بستطاعة الإنسان أن يسأل الله من فضله عند سماع صباح الديك لأن هذا بشير بوجود ملائكة قريباً منه .
المخاوة بين الجن والأنس
تسمع كثيرا أخي عن المخاواة بين الإنس والجن ومعنى المخاواة ( إتخاذ كل منهما للآخر مخاوياً ) أي خليلاً وحبيباً يُفضي كل منهما للآخر ، ويكون كل منهما في خدمة الآخر عن ثقة وعهد بينهما .
والمخاوة ..لا تتم بين إنسان وشيطان لا يشروط يوافق عليها الطرفان وقد يكون هذا العهد أو الإتفاق مدى حياة كل منهما وقد يكون مؤقتاًُ بسنين وأيام معينة .
ماذا يرد الإنسان من الشيطان :-
للإنسان الذي يخاوي الشيطان مطالب كأن يستعين به في كشف بعض الأمور ومعرفة أسرار بعض الناس والتحايل عليهم للحصول على أموالهم .. وكلها أمور تدخل في نطاق الكذب والدجل .. فيقف الشيطان مع الإنسان في مواقف تافهة فإذا ما تعرض لمواقف عصيبة قال الشيطان له : خلص نفسك فلم نتفق على هذا الموقف .. وهكذا فسمة الشيطان الغدر والخيانة وهو لا يملك من أمره شيئا حتى يعين الإنسان ولكن بعض الناس ضُعِف إيمانهم فاستعانوا بالشيطان بدلا من الرحمن .
يقــول الله تعالى ( وأنـه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزاد وهم رهقا ) .
ماذا يرد الشيطان من الإنسان :-
بالطبع فإن للشيطان من الإنسان في مقابل هذه الخدمات .. له مطالب أيضا ومطالب الشيطان مهما تعددت فإنها تدور حول موضوع واحد أو تحقيق غرض واحد هو أن يسير الإنسان على منهجه بعد أن يتبع ملته وبوضوح فأن الإنسان المخاوي للشيطان يُمارس أعمال الكفر حتى يرضى عنه الشيطان .. وحتى يستطيع أن يستعين به .. وخاب أمل كل منهما .. ولعنة الله على الكافرين .
هل يجوز سؤال الجن الماضي والمستقبل
مما لاشك فيه أن الله سبحانه تعالى أعطى الجن القدرة على قطع المسافة الطويلة في الزمن القصير بدليل قوله تعالى ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) فإذا سأل سائل عن حادثة وقعت أو شخص في بلد بعيد فمن الجائز أن يكون الجني عنده علم عن تلك الحادثة ويكون عنده خبر عنها ويُعلم الشخص في الحال ، ومن المحتمل أن لا يكون عنده علم بذلك فيذهب ويكشف الخبر ثم يعود فيخبره عن ذلك ومع هذا فهو خبر من الماضي قد وقع ولكن بالنسبة للجني فليس غيبا وبالنسبة للأنس خبر قد وقع لكنه ما استطاع الوصول إليه في وقت سريع
وأما سؤالهم عما لم يقع وتصديقهم فيه بناء على أنهم يعلمون الغيب فهذا كُـفر لأن علم الغيب لله وحده سبحانه وتعالى عما يشركون وكما ثبت في الصحيح عن معاوية بن الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ( أن قوما منا يأتون الكهان ؟( قال فلا تأتوهم) وفي الصحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من آتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ).