ردا على الرد المتعلق بالرد!

ردا على الرد المتعلق بالرد!

 

ردا على الرد المتعلق بالرد!

إذا كان العنوان أعلاه مستفزا، أو غير مفهوم، ولا يبدو متسقا بأي حال من الأحوال، فهذا يعني أنك على دراية، وفهم جيد لموقف الجامعة العربية مما يحدث في سوريا، فمنذ المبادرة العربية المطروحة وأمين الجامعة العربية يتحدث عن ضرورة أن يوقع النظام الأسدي على المبادرة العربية، وعن الرد المتعلق بالرد على الرد!

فالسوريون يُقتَلون كل يوم، بما لا يقل عن خمسين سوريا، وأمين عام الجامعة العربية يتحدث عن الرد على الرد، وضرورة أن يوقع النظام الأسدي على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين إلى سوريا، فأي عبث أكثر من هذا العبث؟ فإذا كان بشار الأسد ينفي للمرة الثانية، وعبر خارجيته، أو قل صحافه الجديد جهاد المقدسي، حوارا تلفزيونيا مسجلا بالصوت والصورة، فكيف يثق العرب في وعود النظام الأسدي؟ بل وكيف يثق العرب في الأسد حتى لو وقع البروتوكول العربي؟ وكيف يثق العرب في النظام الأسدي أصلا وآلة القتل لم تتوقف حتى اليوم؟ بل وما جدوى إرسال مراقبين ما دامت آلة القتل لم تتوقف في سوريا يوما واحدا، والأدهى من كل ذلك أن الأسد نفسه، وبالصوت والصورة، يقول إن تلك القوات ليست قواته، وإنه لم يعط أوامر بالقتل، والعنف؟ هراء لا يصدق، ومضيعة للوقت ثمنها مزيد من دماء السوريين الأبرياء، خصوصا في حمص.

وإذا كان الأميركيون يقولون للأسد إنه سيكون مسؤولا، وسيحاسب، عن كل قتيل سوري في حمص، التي يحاصرها استعدادا للهجوم المسلح عليها، فإن علينا كعرب أن نقول لأمين الجامعة العربية، وأعضائها الموقرين، إن كل قطرة دم سورية هي في أعناقهم، ليس بما يتوقع حدوثه في حمص، بل ومنذ الإعلان عن المبادرة العربية، ومرورا بكل مهلة أعطيت للأسد. فالقول بأنه ليس بالإمكان أكثر مما تم اتخاذه، وانتظار أن يوقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي، ما هو إلا تسويف، وإعطاء فرص لطاغية دمشق للاستمرار في القتل على أمل قمع الثورة السورية. فكل الوقائع تقول إنه لا مصداقية للأسد ونظامه، وجريمة الصمت العربي على القتل اليومي بحق السوريين، والتأخير، بل التخاذل العربي، من شأنهما أن يعقدا الأمور في سوريا أكثر، ويزيدا من معاناة السوريين.

ولذا فإن سير الأحداث في سوريا اليوم قد تجاوز النظر لوعود النظام الأسدي، والرد على رده المتعلق بالرد، كما تجاوزت الأحداث مواقف الجامعة العربية، وحتى سقف المطالبة بالذهاب إلى مجلس الأمن، وبات المطلب الأساسي اليوم هو تكوين جبهة من الراغبين في الدفاع عن الشعب السوري الأعزل، والتحرك من أجل فرض منطقة عازلة، وفرض حظر جوي، وذلك بتوفير الغطاء العربي والدولي، والمالي حتى، لتركيا، ومن شأن ذلك أن يحمي السوريين، ويجعل الأسد يصدر بيانه الصوتي الأول، وبشكل أسرع مما يتخيله البعض، فالأسد هو معمر القذافي، وعليه فيجب أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف آلته القاتلة، كما فعل مع العقيد المجنون، ويجب التحرك اليوم، وليس في منتصف الشهر، كما يقول أمين عام الردود المتعلقة بالردود بجامعة الردود العربية!

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5