حال مايل يحتاج لتعديل

حال مايل يحتاج لتعديل

 

هل نبكي من حالنا؟ أو نموت حسرة على هذا الحال الذي لا يسر عدواً فما بالك بالصديق؟ مشكلتنا أننا نعيش اللحظة فقط بحلوها ومرها وكوارثها ولا نتجاوزها لنرسم لحظات أفضل. نعبر في لحظتنا عن مشاعر الفرح والغضب والحزن لكننا لا نخرج من لحظتنا بعبرة لنصل لفكرة خلاقة تصحح الحال المايل. نظل ما شاء الله لنا قابعين في لحظاتنا ثم نغادرها لنمرح في حياتنا فلا نفيق إلا على واقع كوارث جديدة وأحداث محزنة فنهرع للمقابر لدفن جثث موتانا الذين التهمتهم النيران أو من قضوا في كوارث السيول أو من أزهقت أرواحهم الحوادث. شيعنا طوال السنين الماضية وحتى اليوم مئات المعلمات والطالبات وبكينا وأبكينا لكن ماذا تغير من سوء حالنا؟ هل خططنا لتغيير الأحوال السيئة التي تحدث نتيجة أخطاء بدائية تدل على سوء الإدارة رغم أننا في دولة غنية تضخ المليارات لتقديم أفضل الخدمات؟

قبل أيام شيع أهالي جدة شهيدات مدارس براعم الوطن وضحايا حريق كان بالإمكان تداركه بلطف الله لو توافرت أبسط الاحتياطات الضرورية, وشيع الوطن بناته الوفيات ومن قضين وهن لا يفكرن إلا في طالباتهن بعد تضحيات نادرة وإيثار قل أن تجد له مثيلا إلا فيمن عمر الإيمان قلوبهن, وضج المجتمع بسبب ما حدث, وبالكيفية التي حدث بها وبتكراره في مدارسنا وبنفس الصورة دون أن نجد أي إجراءات لتعديل الأوضاع المائلة, وسال حبر الكتاب والمحررين لتدبيج المقالات والتحقيقات الحزائنية, وخرج مسئولو وزارة التربية من غرفهم المغلقة لتفقد الموقع المنكوب»بعد خراب مالطا», والإعلان عن تشكيل لجان التحقيقات التي استبعدت الرؤوس والمتسببين الحقيقيين فيما حدث لتتهم مجموعة من الطالبات الصغيرات ألصقت بهن تهمة الحريق وأنهن المتسببات في إحراق مدرستهن وفي إزعاج السلطات والمسئولين النائمين في العسل, وفي تخريب نظام الطوارئ المتقن, وفي تعكير مزاج المديرة ووكيلاتها والبعيدات عن مراقبة ما يدور في المدرسة, وخرج الهوامير كما تخرج الشعرة من العجين, وسينتهي الأمر بمعاقبة المتسبب وأخذ تعهد عليه بعدم العودة مرة أخرى لفعلته, أو تسجيل الحادثة على أنها قضاء وقدر وإغلاق الملف كما أغلق ملف مدرسة مكة وقبلها مدرسة جلاجل, وبعد كل حوادث الماضي وقبل حوادث الحاضر وربما المستقبل تتساقط المعلمات ضحايا شبه يومية نتيجة تواضع مستوى النقل وتهالك الطرق المليئة بالمطبات والحفر والمنعطفات الخطرة.

المضحك المبكي في كارثة براعم الوطن أن الأنظار صرفت عن الرؤوس الكبيرة وحجبت الأسباب الحقيقية لتلصق التهمة بمجموعة من الطالبات الصغيرات وأنهن وراء إشعال الحريق! افتراض صحة هذا الاتهام يعني إدانة المسئولين في تعليم جدة ومسئولات المدرسة وهو ما سيقودنا لطرح أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة, فأين أجهزة الإنذار التي تكشف أي محاولة لإشعال الحريق؟ وأين المراقبات وجولاتهن الميدانية؟ وهل يعقل ترك مجموعة من الطالبات في مكان معزول يتصرفن بطريقة خاطئة؟ الواضح أن غياب الرقيب وانعدام وسائل السلامة هي الأسباب الرئيسية فالطالبات في هذا السن قاصرات ولا يملكن الوعي الكافي ويحتجن إلى التوجيه والتوعية وهذه الأمور كانت غائبة عن المشهد.

حدثت الكوارث فهل سيتبدل حالنا ؟وهل ستؤمن لجميع المدارس وسائل السلامة ؟ وهل ستبادر وزارة التربية لحماية معلماتها وطالباتها وفق خطط علمية مدروسة وليست مهروسة؟.

أرجو ألاتنزعجوا إذا قلنا بعدكل ماحدث أن حالنا مايل ويحتاج إلى تعديل.

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 1

China10/12/2011

Home run! Great sulgging with that answer!