الوصف الجغرافي لبني مالك الطائف
- بني مالك نسب تاريخ ثقافه تراث
- 25/11/2011
- 2051
الوصف الجغرافي لبني مالك الطائف
(جغرافية المملكة العربية السعودية د./ عبد الرحمن صادق الشريف ص337) .
أ- الموقع الحالي:
تقع بني مالك جنوب شرق الطائف على بعد 140 من الأكيال تقريباً ويحدها شرقاً برحرح زهرانوبعض بادية بني الحارث وغرباً ثقيف ترعة وبنو ذبيان وبعض بني الحارث، وشمالاً بالحارث وجنوباً قبيلة عمرين في تهامة والحجرة في تهامة من زهران والجرداء لبني علي زهران، وقد الهمداني أنهم بين سراة زهران جنوباً وسراة عدوان شمالاً وقال إن هذه القبيلة من أقدم القبائل في سكن السراة على ما ذكره المتقدمون ثم يقول وإنها اليوم تعرف ببلاد بني مالك وهو بيت بجيلة قديماً ومنه جرير البجلي .
ب – قضاء القريع:
يحتل مساحة كبيرة في أقصى جنوب محافظة الطائف وهي المركز الثاني في بلاد بني مالك وتقع في حوض وادي عردة وروافده (أحد أهم روافد وادي تربة)، وذلك إلى الشمال الغربي من بلاد دوس بني فهم ويفصلها عن بعضها جبل إبراهيم وجبل بني مالك وتمتد القريع على شكل هضبةمستطيلة تتجه من الجنوب الشرقي عند الجبال المذكورة نحو الشمال الغربي حتى جبل حيض الرضمة (2125م) وجبل صالح التي تفصلها عن منطقة حداد بني مالك من الجهة الأخرى وتبلغ أبعادها نحو 14 كم بالاتجاه السابق محاذية لخط الشعاف ونحو 12 كم بالاتجاه المعاكس.تتصف هذه الهضبة – والتي تقع بين خطي عرض 25 – 20، 30 -20 شمال – بأنواعها أقل ارتفاعاً من مناطق السروات الأخرى نسبياً وأكثر انحداراً منها باتجاه الشرق والشمال الشرقي وأكثر وعورة في تضاريسها إذ أنها تنحدر من ارتفاع 2000م تقريباً عند خط الشعاف إلى نحو 1600 م في الشرق والشمال الشرقي تبعاً لانحدار الروافد وحفرها بشدة وعمق في هذا الاتجاه ضمن الشست الكلوريتي.تبدأ المجاري العليا لوادي عردة من خلف خط الشعاف مباشرة وتنتظم في ثلاثة روافد رئيسية:
-الأول :
ويبدأ من سفح جبل إبراهيم الغربي ويتجه نحو الشمال الغربي في وسط شريط من الأرض، ويقع بين الجبل المذكور والذي يتكون من الجرانيت غير المتحول وخط الشعاف الذي تراجع للشرق كثيراً بحيث يزد عرض الشريط عن كيلو متر واحد وليس بعيداً عن المجاري العليا لوادي الجرداء الذي يتجه (في تهامة) من سفوح الشعاف نحو الجنوب، ثم يتجه الوادي شمالاً حتى يتلقى مع المجرى لوادي عردة عند قرية رماح.
-الثاني :
يبدا من خلف خط الشعاف في شمال الفجوة التي تسبب فيها النحت المتراجع لروافد وادي الجرداء العليا في صخور الشست الكلورايتي ذاتها وذلك من شمال غرب الموقع السابق ويسير أيضاً باتجاه الشمال الغربي موازياً لمجرى الوادي الأول من جهة ولامتداد خط الشعاف في شمال الفجوة من الجهة الأخرى وعلى بعد يبلغ 2كلم عن كل منهما عن كل منهما، ويلتقي مع المجرى الرئيسي بالقرب من بلدة القريع في عالية المصب السابق.
-الثالث :
يبدأ من جنوب فجوة ثانية لخط الشعاف المتراجع عن خط عرض 30 – 20 درجة ويتجه نحو الجنوب الشرقي موازياً لخط الشعاف أيضاً ولكن في اتجاه معاكس للرافد السابق ويبتعد في الوسط نحو 3كلم عنه إلى أن يتلقى بالمجرى الرئيسي بعيد مصب الرافد السابق في شرح القريع.وبذلك يتشكل سطح الهضبة من مرتفعات مختلفة الارتفاع والاتجاه والامتداد ومجموعة من الوديان تتلوى فيما بينها، ومعظمها عميقة مما أضفى على المنطقة وعورة شديدة في التضاريس وزيادة على ذلك فإن خط الشعاف الذي يحدها من الجهة الغربية غير واضح المعالم تماماً على خرائط المنطقة بسبب كثرة الفجوات الناتجة عن تراجع رؤوس الوديان التهامية ( النحت المتراجع)، وعدم انتظام ارتفاع الخط حيث يختلف بين 1900، 2100م عن سطح البحر .وقد عملت هذه الظروف – بالإضافة إلى تطرف موقع المنطقة عن التأثيرات شبه الموسمية الجنوبية الغربية بالنسبة للسروات الواقعة إلى الجنوب – على تقهقر صفات الطقس ومعدلات الأمطار الساقطة، ولو أنها زادت اقتراباً من اتجاه التأثيرات الوسيطية الشمالية الغربية وقد انعكس هذا التقهقر على مظهر الغطاء النباتي وأصبح غني وامتداداً من المناطق الواقعة إلى الجنوب إجمالاً، وعلى إمكانية تحويل السفوح العليا إلى مدرجات زراعية وإن وجدت المساحات الخصراء المغطاة بالنباتات الطبيعية أو الخاضعة للزراعة فهي على شكل قطع محددة المساحة غير متصلة يوجد معظمها في بطون الأودية أكثر مما يوجد على السفوح العليا.غير أن قرية القريع التي تقع على جانب وادي عردة بالقرب من منطقة التقاء الروافد الهامة والتي اتخذت قاعدة الإمارة الفرعية فوجدت فيها بعض الدوائر الحكومية الأخرى والمدارس وكانت في الأصل موضع سوق أسبوعية يعقد يوم الجمعة، فظهرت فيها بعض المشاريع الإنشائية كالأسواق وبعض البيوت الأسمنتية فاتسعت وتحولت إلى بلدة.
ومن القرى الكبيرة نسبياً في هذه المنطقة: الصنادلة، والوهسة، والجرهاء، وعوياء، والقاع في جنوب وجنوب شرق القريع، والإشراف والحضارمة في غربها والحدب والأصافرة والطافرة في الشمال الغربي والدرين والطياسنة ورماح والطرف في بطن الوادي إلى الشرق منها.
ينتمي سكان هذه المنطقة إلى فروع من قبيلة بني مالك التي تستوطنها وتستوطن المنطقة التي تليها في الشمال الغربي في حوض وادي شوقب الأعلى (حداد بني مالك) وهي غير بني مالك عسير. وقد أطلق اسم القبيلة على المنطقة وعلى الوادي وعلى الجبل بالإضافة إلى السراة.
ج – حداد بن مالك:
وتحتل مساحة تزيد عن مساحة مقاطعة القريع في جنوب إمارة الطائف وتجاورها في الشمالالغربي منها فتمتد نحو 18كم في هذا الاتجاه ويحدها من الغرب خط الشعاف الذي يتجه في القسم الجنوبي منه باتجاه الشمال ثم يعود للاتجاه غرباً على شكل زاوية شبه قائمة بسبب فجوة أخرى سببها النحت المتراجع لعاليه وادي الشاقة الشامية (الجايزة) الذي يبدأ من هذه الفجروة نحو الجنوب الغربي في إقليم تهامة.
والقاء عبارة عن هضبة مرتفعة يشغلها حوض وادي شوقب الأعلى وهو أحد روافد وادي تربة والذي تبدأ مجاريه العليا من خلف خط الشعاف حيث يختلف ارتفاعه بين 200، 2100م عن سطح البحر، وتلتقي هذه المجاري بعد أن تتخذ اتجاهات مختلفة ويتجه المجرى الرئيسي نحو الشرق فتحفر في صخور الشست الكلوريتي بعمق شديد كما حصل في منطقة القريع ووادي عردة مما أدى إلى تحديد السطح وتحويله إلى منطقة شديدة الوعورة وتهبط باتجاه الشرق بشدة إلى ارتفاع 1500م تقريباً عند قاعدة الكتلة الجبلية، أو عند حافة الهضبة الداخلية على بعد يقرب من 25كم عن خط الشعاف وعند الحافة هناك أمكن إنشاء طريق الجنوب (الطائف – أبها) المزفت، وكانت طرق القوافل تسير من هناك حتى تتجنب الكتلة الجبلية الوعرة مما كرس انعزالها.
ويمكن أن نقسم هذه الكتلة إلى قسمين:
القسم الأول :
الذي يبدأ من خط الشعاف غرباً وحتى ارتفاع 1800م تقريباً ولا يبلغ هذا القسم نصف مساحتهافهي لموقعها وارتفاعها ووصفها العام تشكل جزء من مناطق السراة العالية وتشترك معها في الصفات خاصة من حيث تعرضها للمؤثرات الجوية الصيفية الشتوية المسببة لاعتدال الطقس وتوافر الأمطار إلى حد ما وظهور غطاء لا بأس به، ولو أنه على شكل مساحات صغيرة متفرقة وأمكن اخضاع مساحات محدودة من السفوح العليا التي تجمعت فيها التربة إلى حد كاف لإقامة المدرجات الزراعية ولكن أمكن إخضاع مساحات أكبر وأهم منها في المصاطب الرسوبية في بطون الأودية.وقد كانت هذه المساحات المحدودة والمتفرقة عماد حياة ريفية تقليدية تكتفي بمواردها الضعيفة قوامها 128 قرية يعيش فيها جميعاً 101 ألف فرد ينتمون إلى قبيلة بني مالك كما سبق ذكره، أي بمعدل 88 فرداً للقرية الواحدة. وهذا يعني أنه يسود فيها القرى الصغيرة جداً بسبب صغر المساحات الزراعية وتفرقها وبالتالي ضعف الموارد بالقياس إلى ما رأيناه في سراة عسير أو غامد وزهران.
غير أن قرية حداد بني مالك اتخذت مقراً لإمارة فرعية تقع فيما بين مجموعة من التلال المرتفعة وتشرف على وديان منخفضة وخاضعة للزراعة المروية فأقيم فيها عدد من الدوائر الحكومية كمقر لإمارة وعدد من المدارس فتوسعت السوق ونمت وقامت بعض المشاريع الإنشائية والخدمات مما ساعد على توسعها وتحويلها تدريجياً إلى بلدة وقد ساعد على وجود النشاط والحركة فيها إقامة معسكر لموظفي ومهندسي الشركة العاملة على إشادة طريق معبد يقطع المناطق الجبلية بمحاذاة خط الشعاف وذلك على جبل بالقرب منها وإقامة معسكر آخر للمعدات الثقيلة والعمال في أحد الوديان وكانت حداد مركز سوق أسبوعي من السابق.
ويتبع حداد عدد من القرى المتوسطة الحجم كما تظهر على خرائط مثل الحصبة والمحارزة والصمان والرافع العظيمة والمهادية في غرب حداد والجهالين والريس ونانا وفي شمالها والنفيل والبناه والعمشان في جنوبها والعرق والجعلان في شرقها.
القسم الثاني :
من هذه المقاطعة يقع إلى الشرق من منسوب الارتفاع 1800م وتزيد= مساحته عن نصف مساحة المنطقة ويمتد على حافة الهضبة في الشرق عند منسوب الارتفاع 1500م فيتكون من سطح جبلي كثير التضاريس بالغ الوعورة صحراوي المناخ قاحل تماماً، ساهم في إبعاد وعزل المساحات المعمورة والعالية ولم يستطيع أن يعيل حياة رعوية معتبرة حسبما ورد في إحصاء السكان لسنة 1974م.