اليوم الوطني تقييم وتحفيز!

اليوم الوطني تقييم وتحفيز!

 

اليوم الوطني تقييم وتحفيز!

اعتدنا فـــي أسرتنا الصغيرة أن نحدد أول يوم في السنة الجديدة لاستعراض إنجازاتنا العامة والخاصة، وسرد العقبات التي واجهتنا وكيفية تجاوزها، فنفرح بما تحقق من طموحات ونعيد الكرَّة بما لم نستطع له وصولا أو نتخطاه بروح رياضية أو نستبدله بأفضل منه.

واليوم الوطني يأتي بعد منتصف العام وتواري الصيف غالبا، تعيش فيه الحكومة والشعب فرحا غامرا يستعيدون به أيام الوحدة والتوحيد، ويحمدون ربهم على نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، بينما تقوم فئة من الشباب بإحياء هذا اليوم بطريقتهم الخاصة من ارتداء ملابس بلون العلم، واعتمار قبعات بهذا اللون تحديدا، وتغيير ألوان السيارات باللون الأخضر، وهي مشاعر مقبولة ما لم تتعد الشرع والنظام، وتتجاوز حدود العقل والعرف، أو تتسبب في إحداث الفوضى وعدم احترام الآخرين وإيذائهم وانتهاك حرمة الطريق، برغم مناداة الأمن العام بانتهاج الاحتفال الحضاري الذي يعكس تقدم ورقي الشعب السعودي.

والمأمول في اليوم الوطني أن يكون يوم التقييم السنوي لما تم إنجازه من مشاريع وبنى تحتية، ومدى تحقق الأهداف والبرامج التي أُقرت في العام الماضي من خلال خطوات عملية ومتابعة دقيقة وإقرار برامج وطنية أخرى تتحول إلى حقائق ملموسة ومشهودة ولا تبقى أحلاما؛ لتتمكن الحكومة من بناء إنسان حر في بلد يخدمه ويحفظ له كرامته ويضمن له حريته ومشاركته في الأمر من خلال التفعيل الكامل لقرارات مجلس الوزراء والشورى ولقاءات الحوار الوطني المستقاة من طموحات الشعب وتلمس احتياجاته والسعي لتحقيقها مثل توفير السكن الملائم والتأمين الصحي والتعليم المتناغم مع المستقبل، وتكافؤ الفرص.

وحين يكون اليوم الوطني يوما حاسما لمراجعة ما تم تحقيقه من إنجازات ومكافأة المنجزين بالتقدير والتمكين، وتحفيز المخلصين ودعمهم، وتذليل الصعوبات التي تواجههم، ومحاسبة المقصرين والمسوفين للأنظمة الحكومية، والقرارات الملكية، وما أضاعوه من أمانة ومسؤوليات، ورد كيد المثبطين والمشككين والمعوقين لعجلة الحياة الوطنية؛ فإنه بلا شك سيكون يوما مشهوداً حينما يشعر كل مواطن أن كرامته محفوظة وحقه مردود في هذه الدولة التي تكبر دون أن تشيخ. فبالعدل تبقى الأمم، وبالتخطيط السديد للمستقبل تستمر، وبالتنفيذ السليم تنمو الثقة، وبتكريس مفاهيم النزاهة والشفافية ترتقي، وبتدعيم قيم الصدق والإخلاص تخلَّد، وبتعزيز الفكر المعتدل تسود، وبمحاربة الفساد تدوم؛ ليكون الحاضر بهيّا جميلاً والمستقبل واعداً، والولاء راسخاً، والانتماء صامداً ليعقد العزم على البناء لوطن يستحق أن يقف بقدميه مع الدول المتقدمة طالما جعل مواطنيه نموذجا ورمزا للرخاء فعاشوا ربيعاً دائماً من الأمن والاستقرار والرفاهية التي هي مطلب الشعوب منذ قيام الأرض وعمارها.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5