لاتأسفن على الدنيا ومافيها
- مما أعجبتني ( نبطي عرضه قلطه)
- 10/1/2011
- 3256
لاتأسفن على الدنيا ومافيها
فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
ومن يكن همه الدنيا ليجمعها
فسوف يوما على رغم يخليها
لاتشبع النفس من دنيا تجمعها
وبلغة من قوام العيش تكفيها
أعمل لدار البقاء رضوان خازنها
الجار احمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
أنهار لبن محض ومن عسل
والخمر يجرى رحيقا في مجاريها
والطير تجرى على الأغصان عاكفة
تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشترى قبة في العدن عالية
في ظل طوبى رفيعات مبانيها
دلالها المصطفى والله بائعها
وجبرائيل ينادى في نواحيها
من يشترى الدار في الفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يخفيها
أو سد جوعة مسكين بشبعته
في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت
أن السلامة منها ترك ما فيها
والله لو قنعت نفسي بما رزقت
من المعيشة إلا كان يكيفيها
والله والله أيمان مكررة
ثلاثة عن يمين بعد ثانيها
لو أن في صخرة صما ململة
في البحر راسية ملس نواحيها
رزقا لبعد براها الله لا انفلقت
حتى تؤدى إليه كل ما فيها
أو كان فوق طباق السبع مسلكها
لسهل الله في المرقى مراقيها
حتى ينال الذي في اللوح خط له
فان أتته وإلا سوف يأتيها
أموالنا لذوى الميراث نجمعها
ودارنا لخراب اليوم نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فيها نعيم مقيم دائما أبدا
بلا انقطاع ولا من يدانيها
الأذن والعين لم تسمع ولم تره
ولم يدر في قلوب الخلق ما فيها
فيها لها من كرامات إذا حصلت
ويالها من نفوس تحويها
وهذه الدار لا تغررك زهرتها
فعن قريب ترى معجبك ذاويها
فأربا بنفسك لا يخدعك لامعها
من الزخرف واحذر من دواهيها
خداعة لم تدم يوما على أحد
ولا استقرت على حال لياليها
فأنظر وفكر فكم غرت ذوى طيش
وكم أصابت بسهم الموت أهليها