المرأة و«الناقة» أيهما أغلى؟

المرأة و«الناقة» أيهما أغلى؟

 

بعد القرار الأخير بتعديل حدود الديات إلى 400 ألف ريال للقتل العمد و 300 ألف للقتل الخطأ ، حيث كانت منذ 30 سنة تقريباً 100 ألف ريال للذكر ونصفها للمرأة ، وزاد مقدارها تماشياً مع موجة التضخم وارتفاع الأسعار والتكاليف في كل شيء في المجتمع! ، أبدع زميلنا المتألق دوماً فهد الأحمدي في مقالته يوم الخميس الماضي 8 سبتمبر عن تفوق دية الناقة ب 80 ضعف دية الرجل! بغض النظر عن دخلها أو تعليمها في قيمة الدية! ،قبل كل شيء ليست هناك مساومة على الأحكام الشرعية فللرجل مثل حظ الأنثيين في الميراث وديتها نصف دية الرجل هذه القاعدة الشرعية وليس هناك اختلاف عليها ،ولكن ان تساوي وتعادل دية المرأة اقل من 1% من دية ناقة في مزايين أم رقيبة وتقل عنها ب 80 مرة حيث تصل الناقة في بعض الأحيان إلى 4 ملايين ريال ، فهذا يدعو إلى الدهشة والغرابة..هل انتصرت جمعيات حقوق الحيوان على حقوق الإنسان؟ وأجبرت الإنسان وهو صاحب القرار على هذه المفاضلة؟ هل وصل الحال الى هذه المفارقة المبالغة بين الجمل وهو شعار تراثي للبلد وهو سفينة الصحراء لا احد يمسه بنقد ولا بكلمة تجرح مشاعره! وبين المرأة وهي نصف الرجل ونصف السكان؟ مع كرامة المرأة وعزتها بهذه المقارنة غير السوية ولا تمثل المنطق العقلاني ، بالطبع ليس المقصود هنا المقارنة بحد ذاتها بين كائن عاقل وآخر غير عاقل، فهي ليست محل الخلاف ،فهذا موضوع وهذا موضوع له شأن آخر ، إلا من كان يرى في المرأة هنا أنها بدون عقل ولا هوية ولا حقوق فهذا ليس معه في الأصل نقاش أو حوار ،ولا حتى المقارنة من حيث مقدار الدية ، فدية الإنسان وتحديدها ونسبتها له أساسه الشرعي ،بعكس دية وقيمة الناقة فهذه تحتكم إلى نظرة اجتماعية تغلبها المفاخرة والمبالغة كالذي يحدث في جنون مزايين الإبل! ،

وحتى دية المرأة ليست المهم كقيمة بحد ذاتها للمرأة فهي تصبح في حكم الميراث الذي لا تستفيد منه بعد وفاتها! وإن كانت الوريثة امرأة مثلها فلا تحصل إلا على النصف إن كان معها ذكور أو أقل من ذلك حسب أحكام الميراث، إذاً ماذا يعني هذا التناقض؟ لن أذكر انه في قطر والإمارات تمت إجازة مساواة دية الرجل مع المرأة مستندين على أراء علماء منهم الدكتور يوسف القرضاوي تستدل بالقاعدة الشرعية ان الإسلام يستوجب المساواة بين الرجل والمرأة في القتل الخطأ إعمالاً لقاعدة (النفس بالنفس) لأن هذا أمر شرعي ومتروك لأهل العلم الشرعي والثقة في هذا البلد وهم الأدرى بذلك ،ولكن مع احترامي وتقديري لكل ذلك إلا أنني تألمت وأنا أمثل بنات جنسي وانتابني شعور بالإحباط الشديد ليس في حقيقة هذه المقارنة التي تميز الناقة ب 80 مرة عن المرأة في الدية أو القيمة أو الحقوق بشكل عام إن صح التعبير، وأدرك بأنها ليست هي الغاية أو محل الخلاف ،ولكن الذي أوقعني في حيرة من أمري وتألمت له ، هو لماذا هذه النظرة إلى المرأة من البعض وجعلها مدعاة للسخرية والتندر والإساءة في بعض الحقوق لا من حيث التنظير ولا من حيث التطبيق؟ مثل الذي جعل هذا الفرق الشاسع بالمقارنة بين مشاعر المرأة وأحاسيسها وحقوق هذا الحيوان الذي ليس له ذنب مجالاً للإنقاص من مكانتها في المجتمع حقوقاً وقدراً وعزةً ، ولو ان لهذا الجمل عقلاً وفكراً وإحساساً لنطق بمقارنة أخرى بين قيمة بعض الرجال وتلك الإبل التي تهيم في مزايين أم رقيبة! سيحتج عليها الرجال كثيراً ،ولي في الحقوق وقفات عديدة في قادم الأيام بإذن الله.

خاطرة

بقدر ما حدث من تفاعل وتجاوب عن مقالي الأسبوع الماضي عن خريجي الصحة ، لا زلنا ننتظر حل وضعهم لا سيما وأن والدنا الملك عبدالله يقف مع جميع أبنائه من المواطنين .

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5