الإصدار الشعبي
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 12/9/2011
- 1645
- بداح السبيعي
إلى وقت قريب كان لبعض الجهات الرسمية: كالمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون دور إيجابي ملحوظ في دعم التراث الشعبي بأكثر من طريقة، من ضمنها المساهمة الفاعلة في طبع إصدارات تهتم بالموروث الشعبي بكافة ألوانه، وقد صدر عن هاتين الجهتين تحديداً وعلى مدى سنوات طويلة الكثير من المؤلفات القيمة التي وثّقت للعديد من الآداب والفنون الشعبية في جميع أنحاء المملكة؛ ولكن المُلاحظ هو أن هذه الجهات تخلّت عن هذا الدور الحيوي تدريجياً إلى أن أصبح إلى حدٍ ما خارج اهتماماتها أو في ذيل قائمة تلك الاهتمامات..!
لا أحد يستطيع إنكار الدور الكبير لهذه الجهات في إقامة العديد من الأنشطة المتعلقة بالتراث الشعبي موسمياً كما في مهرجان الجنادرية أو على مدار العام كما في جمعية الثقافة والفنون بفروعها المتعددة، لكن تلاشي أو خفوت اهتمامها السابق بالإصدارات الشعبية مع كونها الجهات التي يُفترض أن تضطلع بهذا الدور أكثر من غيرها -لعدم وجود أي جهة رسمية أخرى داخل المملكة يندرج هذا الدور تحت مسؤولياتها- يدعو للتساؤل عن سبب هذا التحول الذي طرأ على نهجها السابق، ويدعونا أيضاً لمُطالبتها بإعادة تلك السنة الحسنة التي انتهجتها في الماضي حين كانت تمنح الإصدارات التي تختص بالموروث الشعبي نصيباً وافراً من التشجيع والعناية، وأن تتكفل بدعم التراث الشعبي بطباعة ونشر دواوين الشعراء الشعبيين المبدعين، وكذلك دعم ومساندة الباحثين في مجال التراث الشعبي في إصدار دراساتهم وبحوثهم، أو أن تقوم بأضعف الإيمان وهو إعادة طباعة المؤلفات التي صدرت عنها في أوقات سابقة ولم تعد متوفرة في المكتبات لكي يتسنى الاستفادة منها على نطاق أوسع.
وظاهرة صدور دواوين شعر شعبي ذات مستوى هزيل أو مؤلفات تراثية وشعبية لا تسمن ولا تغني من جوع ستظل موجودة وستتزايد يوماً بعد يوم مادمنا نفتقد لوجود جهة مُختصة ومسؤولة عن الإصدارات الشعبية يكون لها أدوار مهمة من بينها التشجيع والرقابة والنشر والتوزيع.
أخيراً يقول المبدع عبد الرزاق الذيابي:
يا ناس خلّو عيدكم نافذة خير
للحُب، والبسمه، وروح التواصل
يا ليت نبداها من اليوم وايصير:
ه العيد بين الأمس واليوم فاصل