النائبه والصائبه
- بني مالك نسب تاريخ ثقافه تراث
- 8/9/2011
- 1671
النائبه والصائبه
كان في الزمان الماضي اهل القريه بينهم تواصل ويحبون بعضهم وكان بينهم عادات وتقاليد ومذاهب وهذه العادات والتقاليد ملزمه لاهل القريه وكلهم يحترمونها صحيح انه في بعض الاحيان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وبعض النزاعات بين اهل القريه حول بعض الدروب او مسقى ولكن مايتركون الامر بدون حل فاهل القريه يجتمعون ويقولون كلمتهم في الامر واحيانا يستعينون باشخاص من قريه اخرى يعني محايدين ليحكموا في الامر ولكن كان هناك عادات وتقاليد بين اهل القريه فمثلا عندما ياتي ضيف غريب عن القريه فالضيف
- إما ان يكون عارف عند من سيذهب وبهذا يكون الموضوع انتهى يعني الضيف حدد موقع ضيافته فاذا ذبح للضيف ذبيحه يسمونها (صائبه) يعني انها صابت هذا الموقع ومالهم علاقه بها وقال فيها الشاعر في الصائبه.
المقري والجماعه رجاجيل الحميه * * لي شهر في كل حله هبوا لي صائبه
- أو ان الضيف أو الضيوف يذهبون للمسجد الذي في وسط القريه ويصلون مع اهل القريه جماعه وبهذا تكون ضيافتهم على اهل القريه عامه.
طبعا اهل القريه عندهم نظام لمثل هؤلاء الضيوف فإذا كان الضيفان يستحقون ضيافه عاديه خفيفه فهذا مافيها اشكال كثير اما اذا كان الضيفان يستحقون ذبيحه فالموضوع يختلف هناك قاعده يسار عليها وهي اذا جاء ضيف يستحق الذبيحه فهم واضعين جدول باسماء اهل القريه حيث كل ذبيحه على شخص حتى تدور عليهم جميعا وتسمى ( النائبه) .
بعض الاحيان يحتارون هل الضيفان يستحقون ذبيحه أو عشاء عادي في يوم من الايام جاء ضيوف في احدى القرى كانت القريه شبه خاليه من الرجال كانوا في الموسم يعني راحوا للحج يدورون رزق الله ايام الحج ولكن باقي شايب كبير في السن واطفال أعمارهم من الخمس حتى العشر سنوات .
قال الاطفال ياعم فلان ترى فيه ناس في المسجد وماندري ويش نسوي فيهم قال كيف شفتم اشكالهم ملابسهم توحي بانهم ضيوف يستحقون ذبيحه او آكل عادي قالوا الا طفال لاباس من شكلهم قال طيب من يروح ويقول لهم هذه العباره ويسمع ويش يردون يعني الشايب يبغى يختبرهم ان كانوا ضيوف كبار بعرفون ويردون وإذا كان ماعندهم سالفه ما بيدرون ويش الكلام هذا .
قال الشايب روح وأنا عمك وقول ( سبحان الله – الحمدالله – الله واكبر ) وحاول تكررها كذا مره الطفل ماكذب بعلم راح عندم قال الجمله هذا مرتين ولما هم بالإنصراف قاله واحد من الضيوف تعال تعال إسمع ( سبحانه الله – إن ضويتونا يعني قلطونا في بيت – والحمد لله ان أعطيتونا زاد واكرمتونا- والله واكبر – إذا طردتونا يعني ما استقبلتونا في القريه ) راح الطفل عن الشايب قاله الجواب قاله هؤلاء ضيوف ذبيحه ويبدوا ان فيهم شيخ رح قلطهم في بيت فلان وخذ ذبيحه من غنم فلان وقلهم يجهزون زادهم بانفسهم لان مافيه احد في القريه .
يمكن شباب اليوم ماعندهم فكره عن هذه الاشياء ولكن هذه من العادات والتقاليد التراثيه كانت سائده في المجتمع في بلاد بني مالك .