هامور أو قِرْش أو حوت
- مفالات صحفيه (منقوله)
- 29/8/2011
- 1840
- عبد العزيز المحمد الذكير-الرياض
أرانا نستعمل كلمة هامور لتضخيم أو جسامة الكسب هنا وهناك. وأعتقد ان كلمة "قرش" أو ربما حوت تكون أنسب للمقام.
بدت لي هذه الفكرة عندما قرأتُ في هذه الجريدة يوم الأربعاء الماضي أن الدوريات والجوازات والهيئة قبضت على رجل فلبيني اتخذ من فيلا في حي العليا بالرياض مقرا لممارسة تهريب الخادمات، بواسطة إغرائهن بالعمل بأجر أعلى. ينتظرهن في المطار ويتابعهن بالمجمعات وبواسطة سماسرة. (في حيّنا فقط أربع حالات هروب بعد وصولهن بيوم واحد بواسطة تاكسي فيه رجل).
هذا نمط جديد من الاستهتار بالأنظمة وهيبتها. استهتار لم يجد له رادع حتى الآن حسب علمي. ولا أمل في إيقافه وتوفير عناء أهل الوطن الذين دفعوا إلى مكتب العمل رسما، ودفعوا مصاريف استقدام العاملة من حر مالهم واستدانوا مصاريف إقامة وفحص طبي وغيره. بأتي فلبيني أسميناه هامورا وينسف كل ما بنته العائلة السعودية في زيارة "تاكسي".
- المكتب العقاري مسؤول عن تأجير عقار بسبعين ألف ريال دون أن يُثير هذا ريبته.
- مسؤول أيضا عن وجود سكان من غير أهل البيت في الطابق الثاني - كما جاء في الخبر -، ألم يخطر بباله أن يسأل صاحب العقد الأصلي عن سرّ إقامة نساء لا يمتون بصلة إلى صاحب العقد؟
- مالك العقار أيضا، أليس عنده أدنى فكرة عما يجري في ملكه؟ وهل دفْع فليبني مبلغا كبيرا كهذا بعيد عن الشبهات؟
أدعو إلى التفكير بأن الحالة باتت ظاهرة تشكل خطرا كبيرا من النواحي الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وتستدعي طرح الأسئلة أبعاد هذا الخطر، ومن هم الذين يقفون وراء هذه الظاهرة؟ وهل هي فردية عبثية أم عمل منظم يُخشى تناميه؟ وما هي العلامات الدالة على عزم العاملة على الهرب؟ يقال إن البقالات في الجوار والسائق يعتبران مراكز عمليات لإدارة شبكات تهريب العمالة وتنظيم عملها وتسكينها وإيوائها.
ظاهرة تزايد حدوثها في السنوات الأخيرة، أصبح يمثل خطرا حقيقيا على أسر كثيرة في مجتمعاتنا، فعلاوة على الأضرار الأمنية والأخلاقية، فإن ذلك يتسبب في عدم استقرار الخادمات في منازلنا، إذ يتعين علينا إحضار خادمة جديدة وتدريبها بعد هروب الأولى ثم الاستعانة بخادمة أخرى.
ورأي الكثير من ضحايا الهروب هو تطبيق عقوبة إلزام الخادمة الهاربة بسداد المبالغ التي أنفقها المواطن لاستقدامها، إضافة إلى إلزامها بغرامات أخرى تتناسب مع فترة الهروب.