حكايات عن الجن
- عالم الجن أسراره وخفاياه
- 18/8/2011
- 1588
- منقول للفائده
حكايات الجن
منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا لا تزال الحكايات والروايات تحكى وتروى عن الجن والعفاريت والشياطين والأرواح والأشباح وما شابه ذلك، وقد ازدادت الخُرافات والأساطير التي تحاك خاصةً حول الجن في وقتنا الحاضر حتى غزت عقول الناس وأرهبت ضعاف النفوس. وفي بلدنا (لبنان) كانت أكثر ما تنطلق مثل تلك الخرافات والأساطير من قرية صغيرة يسكنها جماعة من الناس البسطاء الذين يعتقدون بأن الجن يسكن معهم في قريتهم وأن لهم مع الجن حكايات وحكايات، وقد كان أولئك الناس يصدقون كل ما يسمعون من خُرافات وأساطير حول الجن والشياطين والعفاريت، وحتى هم أنفسهم كانوا يؤلفون مثل تلك الحكايات ويروونها ويصدقونها أيضاً، وكانوا سعداء ومسرورين فيما يروون ويؤلفون.
في يوم من الأيام زار أولئك الناس في قريتهم أحد الرجال الباحثين بأمور الجن، وأراد أن يتأكد بنفسه من صحة زعمهم بوجود الجن في قريتهم، وما إن دخل ذلك الرجل القرية حتى أخذ أهلها يقصون عليه حكاياتهم ومغامراتهم مع الجن.
فروى له أحد سكان تلك القرية حكايته مع الجنيّة الحسناء التي كانت تجلس أمامه كل ليلة على حافة النافذة في غرفته وتسرح شعرها الناعم المسدول على كتفيها، وحين كان يحاول الاقتراب منها كانت تتبخر أمامه وتختفي وكأنها سراب، وبقيت تفعل ذلك لفترة قصيرة من الزمن ولم يعد يرها بعد ذلك.
وروى آخر حكاية كانت قد حصلت معه فقال:
أنه في فجر ذات يوم حين كان ذاهباً إلى الطاحونة التي تقع على مشارف القرية استوقفته في الطريق امرأة عجوز محنيّة الظهر وفي يدها عصا كانت تتوكأ عليها وطلبت منه أن
يوصلها معه إلى مشارف القرية، ففعل ذلك رأفة بها وشفقة عليها وأركبها خلفه على ظهر الحمار الذي كان يمتطيه، وما إن سار بهما الحمار بضع خطوات حتى بدأ ذلك الرجل يشعر بأن ساقي تلك العجوز أخذت تطول وتطول حتى كادت تصل إلى الأرض، وأحس بيديها تلتفان حول عنقه وكأنها كانت تريد خنقه، وما إن شعر بذلك حتى أسرع بإلقائها عن ظهر الحمار وأسقطها إلى الأرض ثم أكمل سيره في الحال، أمّا ما كان من تلك العجوز الساحرة أن قالت له وبأعلى صوتها:
لقد أفلت من بين يدي هذه المرة ولكنك لن تفلت في المرة القادمة.
وحكى آخر حكاية وادي القرية الذي يسكنه جماعة من الجن الذين هم بين الحين والحين يقيمون الأفراح ويحيون الحفلات وتُسمع أصوات موسيقاهم وأهازيجهم إلى مشارف القرية، ولا يجرؤ أحداً من سكان تلك القرية على الاقتراب من ذلك المكان خوفاً من سطوتهم وبطشهم به، وكان أهل القرية قد وجدوا في أحد الأيام جثة رجلاً منهم ملقاة بالقرب من ذلك المكان وفيها أثار أنيابهم وأظافرهم.
وتحدث آخر عن ذلك البيت القديم الواقع في أحد أطراف القرية والذي يسكنه نفر من الجن، وقد حاول أصحاب ذلك البيت السكن والنوم فيه لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لسماعهم دائماً وقع أقدام الجن وضجيج حركتهم وتنقلهم في قبو البيت، وقد أكّد بعض رجال القرية ذلك بأنهم هم أنفسهم قد تحققوا من ذلك الأمر وسمعوا جلبة وضجيج الجن في قبو البيت ولم يجرؤ أحداً منهم للنزول إلى القبو خوفا على نفسه من الهلاك.
وروت إحدى الفتيات حكايتها مع ذلك الجني الذي كان يريد الإمساك بها لكي يغتصبها حين كانت تمر بمحاذاة مقبرة القرية، وتصف شكل ذلك الجني بأنه كان يشبه الإنسان إنما كان وجهه بشع ومرعب وله نابان طويلان وقد هربت منه وأخذت تجري بأقصى سرعتها حتى وصلت إلى المنزل وهي منهكة متعبة، وتضيف أن الله قد أنقذها منه بأعجوبة وهي لا تدري كيف نجت.
وقد قص أهل تلك القرية حكايات كثيرة لا يصدقها العقل، والعجيب في ذلك أنه ليس بينهم من كان يُكذِّب مثل تلك الحكايات أو ينفيها بل كان الجميع متفقون على صحتها وحدوثها، والغريب أيضاً أن معظم تلك الأحداث كانت تحصل أثناء الليل.
بعد أن سمع ذلك الرجل ما رواه أهل القرية عن الجن وأفعالهم، ذهب في المساء برفقة ثلاثة من رجال القرية إلى البيت القديم الذي زعموا أن الجن يسكن في قبوه، ولمّا وصلوا البيت ودخلوه كان الجو في تلك الأثناء هادئاً ولم يسمعوا أية حركة أو ضجيج أو أي شيء من هذا القبيل فجلسوا ينتظرون بفارغ الصبر وبحذرٍ شديد قدوم أولئك الجن القاطنين هناك، وبقوا هكذا إلى أن انتصف الليل واشتدت ظلمته فبدأت حينها الجلبة تتصاعد رويداً رويدا من قبو البيت وكانت تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر، فبدأ الخوف يتسلل إلى قلوب أولئك الرجال وارتعدت فرائصهم وهمّوا بالفرار من هناك لولا أن ذلك الرجل هدّأ من روعهم وشجّعهم على البقاء بانتظار ما سيبدر من أولئك الجن، مع العلم أنه هو الآخر كان يشعر بشيء من الخوف والرهبة، ولكنه تمالك نفسه وأبعد الهواجس عن رأسه لكي لا يضعف ويتملكه الخوف، وبقي الجميع هكذا في حذر وترقب إلى أن جاء الصباح بنوره ومعه جاء الأمل إلى قلوبهم جميعاً.
كان الضجيج قد هدأ في تلك الأثناء فنزل ذلك الرجل عندئذٍ مع مرافقيه إلى قبو البيت وتفحصه جيداً، ولكنه لم يرى فيه أي أثر يدل على وجود أية مخلوقات غريبة ولم يشاهد غير الغبار الكثيف وشبكات خيوط العنكبوت التي كانت تملأ المكان، إنما لاحظ وجود بعض الفجوات الصغيرة في جدران القبو، وبعد برهة من التفكير خطر في ذهنه أن يهدم أحد تلك الجدران ليرى ما بداخله، فطلب من أولئك الرجال أن يساعدوه في ذلك فرفضوا في بادئ الأمر لأنهم كانوا خائفين ومذعورين لكنه أخذ يشد من عزيمتهم وذكّرهم بأن الجن لو أرادوا أن يمسوا أحداً منهم بسوء لفعلوا ذلك أثناء وجودهم داخل البيت فاقتنعوا أخيرا بكلامه، وما إن بدئوا بهدم أحد جدران القبو حتى تفاجئوا بمجموعة كبيرة من الجرذان تقفز من بين الحجارة وتملأ المكان لكثرة عددها، وتبين لهم بعد ذلك أن كل جدار من جدران ذلك القبو كان مؤلفاً من جدارين متقابلين، جدار من الداخل وجدار من الخارج ربينهما فراغ بقدر عشرة سنتيمترات تقريباً، وكانت الجرذان مع مرور الزمان قد تكاثرت في تلك الأمكنة الفارغة واتخذتها مساكن لها، إذن لم يكن يسكن ذلك البيت أبناء الجان، إنما كانت تسكنه جماعة من الجرذان.
أمّا حكاية وادي القرية والجن الذين يسكنونه ويقيمون فيه الأفراح، فقد تبين لذلك الرجل بعد أن تفحصه جيداً أن بعض الأواني المنزليّة المعدنيّة القديمة كانت معلقة على إحدى الأشجار هناك وقد مضى على وجودها زمن طويل، وكانت كلما هبت الريح وهزت أغصان وفروع تلك الشجرة تتحرك تلك الأواني وتصطدم ببعضها البعض وبأغصان الشجرة فتُحدِث أصواتً كأصوات الموسيقى، وبما أن أحداً من أهل تلك القرية لم يجرؤ على الاقتراب من ذلك المكان لاعتقادهم بأن الجن هم من يفعل ذلك بقيت تلك الأواني معلقة ولمدة طويلة دون أن ينتبه لوجودها أحد، ناهيك عن قصة الرجل الذي وجدوه مقتولاً بالقرب من ذلك المكان.
وأمّا حكاية الرجل المقتول فقد فسرها الرجل الغريب بقوله:
أن أحد الحيوانات المفترسة هو الذي غرز أنيابه وأظافره في جسد ذلك المسكين.
ولمّا سُأل ذلك الرجل عن الروايات الأخرى التي كان يحكيها بعض أهل القرية ويدّعون أنها قد حصلت معهم شخصياً فقد أجاب على ذلك بقوله:
إن الإنسان بطبعه إن كان جاهلاً أم عالماً، أو كان ضعيفاً أم قويا،ً أو كان بسيطاً أم ذكياً، فهو يمتلك الخوف، والخوف هو نقطة الضعف عند الإنسان وهو في نفس الوقت نعمة كبرى للإنسان، لأن الخوف هو أحد أسباب بقاء الإنسان على قيد الحياة، أي أن الإنسان يخاف من الموت ويحاول دائماً الابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى هلاكه، ويخاف الإنسان بصورة خاصة من المجهول ومن الأشياء والمخلوقات التي يعتقد أنها أقوى منه وأن لديها القدرة على أن تفعل به ما تشاء، (بغض النظر ما إذا كانت تلك الأشياء أو المخلوقات موجودة فعلاً أم أنها غير موجودة أصلاً)، كالجن والعفاريت والشياطين والأشباح والأرواح وما إلى ذلك من مخلوقات ترتعد فرائص الإنسان خوفاً ووجلاً لدى ذكرها، فعندما يكون الإنسان وحيداً وفي جو هادئ وخاصة في الظلام، وفكر بوجود الجن حوله مثلاً فإنه من مجرد التفكير بوجودهم معه أو لمجرد سماعه أي صوت أو حركة يتملكه الخوف والرعب وتبدأ الهواجس تُضعِف تفكيره وتشل قواه فيتخايل الجن حينئذٍ وكأنهم حقيقة أمامه وفي الشكل الذي كان قد تخيّلهم فيه.
وهكذا أظهر ذلك الرجل لأهل القرية حقيقة بعض ما كانوا يخافون منه ويعتقدون أنه من فعل الجن، فمنهم من صدّق ذلك واقتنع ومنهم من بقي مصراً على اعتقاده.
إن وجود الجن والشياطين هو حقيقة واقعة لأن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا عن وجود مثل تلك المخلوقات، وهم يروننا ونحن لا نراهم، ولكن ليس لمثل تلك المخلوقات في الواقع أي ارتباط جسدي أو مادي مباشر مع الإنسان لأن لهم عالمهم وحياتهم وللبشر عالمهم وحياتهم.
قال تعالى:
]يَا بَنِي آَدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الْشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيْهُمَا سَوءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُو وَقَبِيْلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِيْنَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِيْنَ لاَ يُؤْمِنُونَ[27~ الأعراف 7 .
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُو وَقَبِيْلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ: أي أن إبليس وأتباعه أو جنوده من شياطين الجن يرون الناس والناس لا تراهم.
تُرى هل أن أحداً من الناس قد رأى شكل الجن الحقيقي أو شاهد أحد الشياطين بأم عينه رغم أنهم موجودون بالفعل؟.
بالتأكيد لا لأن الله قد خلق الجن في شكل لا يقدر معه الإنسان أن يراهم.
أمّا علاقة الشيطان بالإنسان فهي ليست إلاّ علاقة نفسية وخفية فقط.
قال تعالى:
]خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ~14 وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ~15[الرحمان 55.
الْجَانَّ: هو إبليس أبو الجن.
مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ: هو لهب النار الخالص من الدخان. أو هو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت.
إذن فالجان الذي هو إبليس أبو الجن، (الشيطان الأكبر) قد خلقه الله من لهب النار أومن
لسان النار، وبذلك لا يكون للجن شكل معين يقدر معه الإنسان أن يراهم.
وقال تعالى:
]قُلْ أعُوْذُ بِرَبِ النَّاسِ1~ مَلِكِ النَّاسِ~2 إلهِ النَّاسِ~3 مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ~4 الَّذيِ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ~5 مِنَ الجِْنَّةِ والنَّاس6~ [ الناس 114.
الَّذيِ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ~5: الوسوسة تعني أن الشيطان يدعو الإنسان لطاعته بكلام خفي، ويصل مفهوم ذلك الكلام إلى قلب الإنسان من غير سماع صوت.
مِنَ الجِْنَّةِ والنَّاسِ6~: أي إن من الجِن شياطين، وإن من الإنس شياطين.
وقال تعالى:
]وَكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِ نَبِيٍ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً وَلوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ~ 112[ الأنعام 6.
إن كلمة (الشيطان) إنما هي صفة للمخلوق الذي كفر بربه وعصى أوامره وابتعد عن الخير والحق ولا يأتي إلاّ بالشر والضرر، (كإبليس مثلاً الذي هو أبو الجن والشيطان الأكبر، والذي عصى أمر ربه حين أمره أن يسجد لآدم أبو البشر)، وهناك شياطين من الجن وشياطين من الإنس، فشيطان الجن يوسوس للإنسان ويوسوس للجن أيضاً، لأن الله قد أعطى لإبليس ولأبنائه الشياطين من الجن الإذن بذلك لكي يختبر الله إيمان الجن وكذلك إيمان الإنسان به. أما شيطان الإنس فإنه يوسوس للإنسان فقط ولا يوسوس للجن لأن الله لم يأذن له بذلك.
فالشيطان إذن، إما أن يكون من الجن وإما أن يكون من الإنس، فكيف نخاف من وجود شيطان الجن ولا نخاف من وجود شيطان الإنس؟ مع العلم أن تأثير وسوستهما على الإنسان واحدة وهما لا يختلفان إلاّ بالخلق والتكوين.
والوسوسة تعني أيضاً: أن الشيطان يوحي للإنسان (وليس يغصبه أو يرغمه) لأن يفعل أمراً ما من الأمور القبيحة ويحببه إلى نفسه ويدعوه لكي يطيعه فيه ويفعله، فإن فعل الإنسان ذلك الأمر القبيح فإنما يكون قد رضخ لرغبة الشيطان وأطاعه، وإن لم يفعل فليس معنى ذلك أن يغضب منه الشيطان فيَظْهَرْ له ويخيفه ويرهبه أو يسحره أو يمسه ومن ثم يجبره على فعل ما أراد منه.
وإذا كان الشيطان الأكبر (إبليس) وجنوده من شياطين الجن قادرين على الانتقام من الإنسان وإرغامه على فعل ما يريدون منه، أو كانوا قادرين على أن يفعلوا بالإنسان ما يشاءون، فإنما تكون حياة الإنسان مسيّرة لأمر الشيطان وجنوده وليس للإنسان الخيار في أن يفعل في حياته ما يريد. وحينئذٍ لن يترك أولئك الشياطين أحداً يفلت من شرهم، فيحوّلوا جميع الناس إلى شياطين مثلهم.
قال تعالى:
]وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَاّ قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُوْمَونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُم~22[ إبراهيم 14.
سُلْطَانٍ: قدرة، دَعَوْتُكُمْ: وسوست لكم.
أي ليس للشيطان القدرة على إجبار الإنسان على فعل أمر ما يدعوه إليه (يوسوس له فيه)، ولكن للإنسان الخيار في أن يستجيب لتلك الدعوة ويفعل ذلك الأمر، أو لا يستجيب ولا يفعل، فإن استجاب وفعل فإنما لا يلوم إلاّ نفسه.
الغريب في الأمر هنا أن الجن لا يظهرون إلاّ لبعض الناس الذين يعتقدون بوجود الجن ولا يظهرون لغيرهم من البشر، وبذلك دليل واضح على أن الاعتقاد الخاطئ عن الجن والخوف منهم هما مصدر تلك الخرافات والأساطير التي تحكى عن الجن والتي يؤمن بها بعض الناس.
إذا كانت مخلوقات الجن قادرة على رؤية الإنسان والظهور له والسيطرة عليه حينما تشاء، وإذا كان بعض الدجالين والمحتالين من الناس قادرين على السيطرة على الجن وتطويعهم لخدمة الإنسان فعلاً كما يدعون، فلماذا إذن لا نحل جميع مشاكلنا المصيرية مع أعدائنا وبأسهل الطرق، فنأمر أو نسلّط جماعة من الجن على أعدائنا لكي يرغموهم على تغيير ما في عقولهم وقلوبهم من كره وعداء لنا فيكفوا عن غزونا وقتلنا واحتلال بلادنا، وبما أن الجن لديهم القدرة على رؤيتنا ويعرفون أين نذهب وماذا نفعل، فلماذا لا نأمر أولئك الجن بأن يطلعوننا على أسرار ومخططات أعدائنا العسكرية لكي نتنبه ونأخذ الحيطة والحذر، وليقولوا لنا من هم جواسيس وعملاء بلادنا لكي نحاسبهم ونعاقبهم، وإذا كان الجني قادرٌ على فعل القتل فنأمره بقتل عدونا الذي يستحق القتل.