عندما تموت الضمائر

عندما تموت الضمائر

 

إذا كان صحيحاً ما ينشر بين فينة وأخرى..

** بأن بعض القضاة.. وكتاب العدل يتأخرون عن المواعيد التي ضربوها للخصوم.. أو أصحاب المعاملات.. والصكوك.. والكفالات

** وأن بعض المختصين.. في هيئة التحقيق والادعاء العام يتخلفون عن الجلسات..

** وأن بعض من تناط بهم مسؤوليات محددة.. وتُرتبط بهم مصالح عباد الله.. يغيبون.. ولا يحضرون.. ولا يكترثون..

** وأن الكثير من المصالح تتعطل..

** وأن الكثير والكثير من الحقوق تهدر بفعل عدم الالتزام.. أو الدقة في التقيد بمواعيد النظر في الاحكام.. والقضايا.. والحقوق..

** اذا كان هذا صحيحاً.. فإن الامر فوق كل احتمال..

** فإذا كانت هذه الجهات.. وهي التي أُنيط بها.. أمر إنصاف الناس.. وحماية حقوقهم.. والمحافظة على كراماتهم تفعل هذا.. فمن باب أولى أن نجد (التفلت) و(اللامبالاة) وعدم الاهتمام بأمور الناس.. وفي مقدمتهم .. (السجين) و(المريض) و(المحتاج) و(المظلوم).. وقد أصبحت (ظاهرة) تفتك بحقوق الوطن.. والمواطن.. وتتعدى - قبل هذا وذاك - على أمانة المسؤولية والواجب.. في أي مجالات عمل أخرى..

** وأنا أقول لهؤلاء.. ومن هذا المنبر..

** لقد وضع ولي الامر ثقته فيكم..

** وأوكل إليكم مسؤولية ترتعد أمامها القلوب..

** وتخرّ لها الجباه..

**وأناط بكم أمانة تجب المحافظة عليها..

** فكيف تخلّون بها..؟

** وكيف تسمحون لأنفسكم بالتجاوز عليها؟!

** وكيف لاتكونون في مستوى الثقة التي وضعها (يحفظه الله) على أعناقكم..؟

** فكم انتظر سجين قرار إطلاق سراحه..

** وكم انتظرت أسر مكلومة عودة أربابها..

** ولكم جفت حلوق أصحاب الحقوق وهم يطاردون وراء حقوقهم..

** ولكم تضرر الكثيرون من جراء تعرضهم لبعض (المظالم) وهم ينتظرون الفرج.. ويتطلعون إلى إنجاز قضاياهم.. وإيقاف ظلاماتهم..

** ولكم.. ولكم.. ولكم.. فكيف يُرضى من أناط بهم ولي الامر مسؤولية كهذه..

** وقبل هذا وذاك.. أن جعل الله في رقابهم أمانة بهذا الحجم..

** وكيف يرضون بأن تتوقف حياتهم.. أو تتعرض أسرهم وحقوقهم.. وكرامتهم.. وآدميتهم لأضرار بسبب قصور.. أو إهمال.. أو تقديم مصالح خاصة على حساب المصالح العليا للوطن.. أو الخلق..

** إن الأمر لايحتاج إلى تعليمات من ولي الأمر ..

** كما لايحتاج إلى رقابة من الدولة..

** ولا يحتاج كذلك إلى محاسبة.. قد ترقى إلى حد (الاعفاء) أو حتى الطرد من العمل..

** وإنما يحتاج الأمر إلى صحوة ضمائر.. وإلى مخافة الله في أمته.. وإلى الارتفاع إلى مستوى المسؤولية.. لأن الله ائتمننا على مصالح عباده.. وعلينا أن نكون في مستوى هذا التكليف.. وإلا فإننا نخون عهده.. ونقصر في تحمل أمانته.. كما نخون ولاءنا لوليّ الأمر.. ونخون كذلك ضمائرنا التي تراقب أعمالنا.. فلا تجد أننا نقوم بها على الوجه الأكمل.. نظافة في اليد.. وطهارة في النفس.. ونقاءً في الضمير.. وتفانياً في أداء الواجب..

** فإذا غابت كل هذه الموانع والروادع التي أودعها الله في دخائلنا.. وربانا عليها الاسلام.. فإن قدر الدولة مع هؤلاء هو الحساب والعقاب الصارم.. ولا حول.. ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. وإليه الشكوى وعليه المعتمد أولاً وأخيراً.

***

ضمير مستتر:

**(من لا يخافون الله.. فإنهم لن يخافوا نظاماً أو دولة.. ومن لا يخاف الله.. ولا يحافظ على الامانة.. فإن حياته تصبح عبئاً على الوطن وأهله).

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5