عداوة الأقارب
- القسم الاسلامي
- 5/8/2011
- 1523
- خالد بن حمدي - الرياض
تبدأ عداوة الأقارب بالتباعد الأسري بين ذوي الرحم من خلال فتور في العلاقات ويتبعه نفور عند اللقاءات سرعان ما يتحول إلى سوء وإساءة بالتعاملات، ومن ثم ظلم في المعاملات القولية والفعلية وقد تصل تلك العداوة إما إلى المحاكم أو لأقسام الشرط أو قصص تحيكها وتلوكها وتتناقلها ألسن الناس، لتصبح قطيعة الرحم فيما بعد أمراً مؤكداً أبدي الأمد سرمدي المدى، ولهذه الكارثة الاجتماعية بطبيعة حالها تلك، أسباب ومسببات ومع هذا كله لها حلول ومعالجات إلا أن هذا المقام لا يتسع للولوج نحو تفاصيلها.
وبناء عليه فإن من الأسباب، وسائل الاتصال التي ألغت الزيارات الشخصية والمشاركات الاجتماعية ليكتفي طرفا الواجب إما بمكالمة هاتفية أو برسالة نصية عبر الجوال، وكذا من أسباب هذه المصيبة التي حلت بالمجتمع العربي بصفة خاصة والإسلامي بصفة عامة المال أو هي أمور دنيوية زائلة أو لدور قوة تأثير الزوجة والأبناء على صياغة العلاقة الأسرية سلباً مع الآخرين الذين لهم حق الصلة في ظل ضعف شخصية الأب أو إحاطته بظروف معينة ألغت قيمته الأبوية وقراره العائلي وقد يكون للدعم اللوجستي لأطراف من خارج الأسرة دور كبير في ذلك، فهناك من له مصلحة خاصة في توتر العلاقات وهناك من هو حاقد وحاسد على هذه الأسرة أو تلك وهناك من يتصرف تصرفاً عن حسن نية ولا يعرف خطورة نتائجه.
هذا من جانب، ومن جانب آخر قد يكون لغياب حكماء الأسرة ومصلحيها أو لتهميش دورهم القيادي علاقة في انكفاء وهج تراحم أفرادها وتوادهم وتعاضدهم في مناسبات الأتراح والأفراد حيث هؤلاء هم أركان كيان الأسرة ونواة كينونتها.
ختاماً..
شهر رمضان المبارك فرصة لإعادة صياغة العلاقات الأسرية وتدارك ما يمكن تدراكه من وصل جسور المحبة مرة أخرى مع ذوي الرحم بل هو فرصة لاتخاذ قرار عائلي يصيغه جميع أفراد الأسرة ذكورا وإناثا يكون أول بنوده إعادة الصلاحيات إلى قائد العائلة وربان سفينتها بل ومؤازرته سواء كان أبا أو أخا أكبر وسحبها ممن قاد السفينة إلى هلاك الأسرة وفضحها أمام فلاشات إعلام كل هماز ومشاء بالغيبة والنميمية، فلم يعد ينفع القائد الذي يطارح الناس باللجاج الصوتي لكونه يعاني من إعاقة فكرية لا تدرك قيمة صلة الرحم دنيا وآخرة، ولا يتفهم خطورة مآسي توريث ثقافة العداوة لأجيال قادمة لا ناقة لهم ولا جمل في مراعي ضعف الوازع الديني والجهل العلمي ونقص العقول ودناءة الأنفس ورداءتها.
إشارة:
قد يكون للحوار والمناقشات الإيجابية البعيدة عن المجادلة والمناكفة دور إيجابي في معالجة هذه الظاهرة.. والله من وراء القصد.