أجود الناس
- القصص والروايات
- 4/1/2011
- 2009
- الراوي
تراهن ثلاثة من الأجواد ، فقال بعضهم :
أجود الناس في عصرنا قيس بن سعد بن علقمة ،
وقال آخر أجود الناس عبد الله بن جعفر
وقال آخر : أجود الناس عرابة الأوسي
فتشاجروا في ذلك فأكثروا . فقال لهم الناس :يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر ما يعطيه ونحكم على العيان .
فقام صاحب عبد الله بن جعفر فصادفه في بعض أسفاره على راحلته ، فقال يا بن عم رسول الله ، أنا بن سبيل منقطع أريد رفدك لأستعين به ، وكان قد وضع رجله على ظهر الدابة فأخرج رجله وقال : خذها بما عليها ، فأخذها فإذا عليها مطارف خز وألفا دينار .
ومضى صاحب قيس بن سعد فصادفه نائماً فقرع الباب ، فخرجت له جارية فقالت : ما حاجتك فإنه نائم؟ قال : ابن سبيل منقطع أتيت إليه يعينني على طريقي .فقالت له الجارية : حاجتك أهون علي من إيقاظه . ثم أخرجت له صرة فيها ثلاثمائة دينار وقالت له : امض الى معاطن الإبل فاخترلك منها راحلة فاركبها وامض راشداً . فمضى الرجل فأخذ المال والراحلة .ولما استيقظ قيس من منامه أخبرته الجارية بالخبر فأعتقها .
ومضى صاحب عرابة فوجده قد عمي وقد خرج من منزله يريد المسجد ، وهو يمشي بين عبدين ، فقال : يا عرابة ، ابن سبيل منقطع يريد رفدك فقال : واسوأتاه والله ما تركت الحقوق في بيت عرابة الدراهم الفرد ، ولكن يا بن أخي خذ هذين العبدين ، فقال الرجل : ما كنت بالذي أقص جناحيك . فقال : والله يا بن أخي لابد من ذلك وإن لم تأخذهما فإنهما حران فنزع يديه من العبدين ورجع إلى بيته وهذا الجدار يلطمه وهذا الجدار يصدمه حتى أثر ذلك في وجهه .
فلما اجتمعوا حكموا لصاحب (عرابة) بالجود .