رحمة الله في رمضان
- القسم الاسلامي
- 1/8/2011
- 1462
- شريفة الشملان - الرياض
هو يوم الاثنين ، رمضان بيننا ، أنوار روحانية ، فرمضان يأتي محملًا بالأمل ،معه هداياه الكبيرة ،أكبر شيء نريده ونأمله ،الرحمة ،المغفرة والعتق من النيران .. هذه الهدايا الربانية التي هي أكبر من كل ما نحلم به ، ولعل الرحمة هي الباب الذي نرجوه دنيا وآخرة، مهما كبرت أعمالنا رحمة الله أكبر .. أن يرحمنا في حياتنا من الشيطان ووساوسه . هذه الرحمة التي يسبغها رب العالمين علينا ، وهي واسعة كوسع السماوات والأرض .. قد يخونني التعبير كثيرا ويربكني وأنا أطلب لنا رحمة من رب العالمين ، وهذه الرحمة التي نريدها في الدنيا ، ومن ثم نستحق رحمة الآخرة والمغفرة والعتق من النيران ، وهي أن نرحم أنفسنا كمسلمين وكبشر ، كأناس لنا مثْل ما لغيرنا من حق في الحياة ، وهذا الحق يجعل كلاً منا سبباً في حياة الآخر او في موته .. ولذا قدر الله سبحانه وتعالى الرحمة ، وهي من صفاته ، فأعطى لمن يرحم ويرأف حسناتٍ مضاعفة ..
الرحمة الإلهية، منحتنا موارد للحياة ، كلّ له حظه مقدراً من رب العالمين ، وجعل الله لهذه الموارد أن تكون كبيرة لدى البعض وشحيحة لدى البعض الآخر، ولكنه يعوضهم سبحانه وتعالى بأشياء أخرى . عندما يحسن البشر التفكير والإنتاج . لذا وردت آيات التفكير والتدبر كثيرة في كتاب الله عز وجل ..
التفكير والتفكر ، وأحيانا يصرف كفعل (التفاكر) بمعنى أن يكوّن الناس مجموعات يتفكرون في خلق الفرص والتصرف في النعم بالأوجه الصحيحة ..
رمضانات كثيرة مرت ، ونحن كل رمضان يأتي أصعب من قبله على الأمة الإسلامية ، فحروب في أفغانستان، قبل طرد السوفيات ،حتى الآن هي سلسلة لم تنته ، كانت البداية التي قطعت حبل العقد .. ولكن لم تخرج من القلب مصيبة ضرب العراق التي جاع العراق فيها في رمضان .. أيام أزمة دخول الكويت ، حيث كانت الحرب قريبة منا ، رغم أن مواليد تلك الحرب على أبواب التخرج ومن يومها والأزمات تتوالد وكل دقيقة ومع كل صلاة وبرمضان خاصة نرفع أكفنا لله ليرحمنا مما نحن فيه ، هذا رمضان 1432 ، الحروب الأهلية تفتك بالوطن العربي ، من شماله لجنوبه ، والتدخل الأجنبي يأتي بلا غضاضة ، ويبدو وكأنه شيء طبيعي بينما يؤجج الفتنة داخليا أكثر ، وهو قد يكون النار التي يستجيرون بها من الرمضاء ، فالسكوت على الرمضاء طويلا ، وسكوت العالم ومداهنته أسسا لهذه الحروب حيث النيران ، التقارير تصل ، لأكثر من 50 % من الشعوب المتحاربة ليست تحت خط الفقر فقط ولكنها تموت ،والموارد تنضب في هذا السعير ..
في انتظار رحمة الله علينا يرحم بعضنا البعض ، ومن هذه الرحمة فإن الشعوب الجائعة أولى من القمامة بالأطعمة الفائضة في رمضان ، وهذه الأطعمة التي لم يقم بحث رصين بتقديرها ، فلو قننت الأسر قدر حاجتها فقط ، الفائض لا شك سيكون رصيدا جيدا لاستثماره في إطعام الجوعى من حولنا وخاصة في اليمن والصومال .
الرحمة أن يرحمنا الله لأننا نرحم بعضنا، والرحمة أن يرحمنا الله فنحافظ على مواردنا ، فإذا كان الماء شحيحا ، قدر الله لنا أن يكون لنا البترول يصل أنحاء العالم ، فأولى بنا تقدير تلك الرحمة وإعادة بث جزء منها نحو العالم العربي المحتاج ، لا نحتاج شكرا منهم، ولا مكافأة ، لكن نحتاج رحمة من رب العالمين لنا جميعا..
لابد أن نشعر بالخوف من الله والتأنيب من ضميرنا أن نكون شبعى حد التخمة والتبذير وغيرنا جائع حد الموت ..
ها هو رمضان ، يدخل بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران ، وكل ذلك من موجبات العمل الصالح والرحمة بيننا وبين أنفسنا اولا ومن ثم لجميع البشرية .. يا رب رمضان رحمة للمسلمين ، ويا رب رمضان مغفرة للمسلمين ، وعتقاً من النيران . اللهم آمين ..