20.822 سعودياً شجاعاً فقط!!
- القصص والروايات
- 30/7/2011
- 1682
- فهد بن جليد -الجزيره
وأنا أقرأ في المواقف الاجتماعية للشيخ العلاَّمة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - (1307-1376هـ) لفت انتباهي اختلاقه لشخصية وهمية في منزله أطلق عليها اسم «أم إبراهيم» لتكون بمثابة الضرة لزوجته فعندما يريد أن تنجز زوجته أمراً يقول لها «أبروح» عند «أم إبراهيم».. فتغضب الزوجة وتتظاهر بالنشاط لإنجاز المطلوب بشكل سريع ودقيق.. طبعاً عُرف عن الشيخ شجاعته وعلمه إلا أنه توفي ولم يتزوج على زوجته إطلاقاً..!!
الفكرة ضربت في رأسي.. وقلت يا ولد «خلني» أسميها «أم مقبل» باعتبار ما قد يُقبل علينا خصوصاً مع انتشار ظاهرة «المسيار والمسفار والمكشاخ... إلخ».. أيام وليالٍ وأنا أردد اسمها ولكن الحيلة لم تفلح فيبدو أن نساء «ها ليومين ذهينات»..!!
سبرت أغوار قضية تعدد الزوجات وعرفت ما فيها من الفوائد العظيمة والمصالح الجسيمة، وما قد تجر من المصائب الأليمة تبعاً للحاجة والقدرة والعدل.
شدَّني نظرة النساء للمعدد فهو برأيهن إما ناكر للجميل أو قليل خاتمة..!! بينما يراه الرجال ويصفونه «بالذئب» أو «الشجاع»..!!
وقد تكون هذه القضية أُشبعت «ضرباً وسلخاً» في الحوارات والندوات وعلى كل الأصعدة حتى يخيل للمتابع أن أكثر من نصف السعوديين لديهم زوجتان وثلاث..!
مع تعدد وتجدد أشكال وقوالب التعدد بدأنا نسمع قصصاً مؤلمة لارتباط رجال بنساء بهدف المتعة وقضاء نزوة أو شهوة، ومن ثم الهرب نحو العش القديم بعد انفضاح أمره تاركاً الزوجة الجديدة كمطلقة وقنبلة موقوتة في المجتمع!!
وقد يكون العكس كما اطلعنا هذا الأسبوع على معاناة سعودي تعرَّض للسجن والتشرُّد والنقل من عمله بسبب زواج المسيار كما روى هو لأحد المواقع الإخبارية.. اللهم لا شماتة!! وتباً للمسيار وليُقال عني غير شجاع أفضل من أن يُقال: مشرد..!! فالسعوديات اليوم على ما يبدو ما «ينلعب» معهن وأصبحن أكثر عنفاً خصوصاً بعد اقتحام جامعة أم القرى مؤخراً.
طبعاً للأسف لا تُوجد أي دراسة علمية كاملة تبحث في قضية ونسبة الشجعان أو قليلي الخاتمة في المجتمع السعودي رغم إنشاء مجلس تجمُّع زوجات المعددين وأزواجهن على الإنترنت ونشر ذكريات «رجل معدد»، وإن كان أحدث ما ذُكر من النسب والأرقام هو في مدونة «لعصام الزامل» عام 2008م حيث حسب عدد الرجال المتزوجين من أكثر من زوجة بطرح إجمالي عدد الإناث المتزوجات من إجمالي عدد الرجال المتزوجين بحسب نشرة وزارة الاقتصاد والتخطيط ليصبح الفارق في الرقم هو عدد الرجال المتزوجين من أكثر من زوجة.
فعدد الإناث المتزوجات هن «3.271.913» بينما عدد الرجال المتزوجين «3.251.091» ليكون بالتالي عدد المعددين والشجعان في المجتمع السعودي هو: «20.822 شجاع فقط!!»
هذا رقم ضئيل جداً إذا صحت الحسبة لا يساوي كل هذه الضجة في المجتمع حول التعدد وخطره.. وكأنه جريمة لم يقرها الشرع..!! فاللهم كثّر الشجعان في مجتمعنا ولو على طريقة الشيخ العلاَّمة و»أم إبراهيم»..!!
وعلى دروب الخير نلتقي.