مسنة تجمع التراث مرتين.. للماضي وجيل المستقبل!
- العادات والتقاليد الثقافه والتراث
- 20/7/2011
- 1916
- الطائف، تقرير- خالد الحسيني-صحيفة الرياض
على مدى (50) عاماً تناضل إحدى السيدات للحفاظ على الزي التراثي لمنطقتها ب»شفا الطائف»، ورغم أميتها إلاّ أن تميزها جعل منها مصدر معلومة موثوقة وعلمية لطالبات الدراسات العليا في تخصص الاقتصاد المنزلي.
وأكدت «محسنة محمد السفياني» -65 عاماً- على أنها طيلة (50) عاماً وهي تناضل للحفاظ على موروث منطقتها، برغم وصف نساء قريتها لها ب»البدوية»، مبينةً أن هذه الكلمة زادتها حرصاً على مواصلة تنمية مواهبها التصميمية للأزياء، حين كانت تشتري الملابس القديمة من نساء القرية للاستفادة منها وإعادة إنتاجها، مشيرةً إلى أن شهرتها جعلت العديد من طالبات الدراسات العليا في مجال الاقتصاد المنزلي يستنرن بخبرتها عندما كن يزرنها في بيتها، للاطلاع على الغرز التراثية الغريبة التي مازالت تحيكها، والتي غالباً ما تكون هي موضوع رسالة التخرج لدى تلك الطالبات، مثل الباحثة «صيته المطيري» من الرياض، والباحثة «ليلى فدا» من جدة، وأخريات نسيت أسمائهن.
وأضافت أنها كانت تدرب الطالبات في «دورة تطريز» في إحدى الجمعيات، موضحةً أنها تفرغت لتأليف كتاب (فرائد الغرز من شفا الطائف)، حيث استغرق تأليفه وطباعته عامين كاملين، لافتةً إلى أن الكتاب يشرح بالتفصيل المصور، خطوات فن التطريز التراثي لعدد من الملبوسات القديمة التي كان يرتديها عدد من سكان قرى محافظة الطائف، كاشفةً عن استعانتها ببناتها المتعلمات لتدوين ما كانت تمليه عليهن من المراحل الفنية لكل صنف تراثي، ومن ثم تصويره لضمان وصول المهارة للقارئ أو القارئة بالشكل المطلب.
..وهنا تعرض شنطة نسائية
وأوضحت أن الكتاب يقع في (56) صفحة، تشرح بالصور طريقة عمل (35) غرزة من الغرز القديمة والنادرة المستخدمة قديماً في تطريز الملابس النسائية، وبعض الأغراض الأخرى كالعصابات والأحزمة والجلود، والتي تتصف بصعوبتها ودقتها وندرة وجود من يعملها، ذاكرةً أن الكتاب يُختتم بصور لأشكال الغرز النهائية لمنتجاتها المشروحة، مشيرةً إلى أنها لا تزال حتى هذه اللحظة تبحث عن جهة تتولى مهمة نشره وبيعه.
محسنة السفياني داخل متحفها المتنقل
وعن مشاركتها كشفت أنها شاركت في مهرجان التراث والثقافة في المربع بالرياض مرتين على التوالي وفي برج الفيصلية، وفي مهرجان السياحة بالرياض، وفي سوق عكاظ لعامي 1429 هـ 1431 هـ، إضافةً لترشيحها للمشاركة العام الماضي في مهرجان في دولة الصين، ولكنها لم تتمكن من المشاركة؛ لعدم السماح لها بمرافقة محرم معها، وكان آخر مشاركتها مهرجان الورد لعام 1332 هـ.
وأكدت على أنها ترفض بيع عدد كبير من إنتاجها؛ لأنه عزيز على قلبها، وتفضل أن يكون بمثابة الكنز لمتحفها المتنقل، مبينةً أنها تعيد إنتاج البعض منها وفقاً لطلبات النساء اللاتي يقبلن عليه في مناسبات الأعراس والأعياد، مشيرةً إلى أن سعر الثوب النسائي كامل مع «بنطالة» يبلغ (30) ألف ريال؛ لأن انجازه يصل لعامين، في حين أنها تبيع «السيف المطرز» ب(10) آلاف ريال، و»الخنجر المطرز ب(8) آلاف ريال؛ لأن مشغوليته مكلفة خامة ووقتاً، ذاكرةً أنها تبيع الشنط النسائية بأسعار تتراوح بين (800) ريال و(2300) ريال.