الزواج بالإكراه!
- القسم العام
- 18/7/2011
- 1655
- عبد الله باجبير- الاقتصاديه
هل يمكن أن يتم الزواج بالإكراه..؟! المفروض أن يتم الزواج بالاتفاق، اتفاق الزوج والزوجة، أو الشاب والفتاة واتفاق العائلتين طبعاً، لكن مع الأسف الشديد، يتم الكثير من الزواجات في المملكة، بالإكراه.
أقول هذا بعد أن لفتت نظري إحصائيات صادرة عن وزارة العدل في المملكة تقول إن نسبة الطلاق ارتفعت في الـ 20 سنة الأخيرة من 25 في المائة إلى 60 في المائة، وإنه في عام 2007 تمت 16765 حالة طلاق، بمعدل 52 حالة يومياً.
ارتفع الرقم إلى 28867 حالة طلاق عام 2009 بمعدل 79 حالة يومياً .. وطبيعي أن يتم الطلاق إذا كان الزواج بالإكراه، فالأب الذي يختار الشاب أو الرجل الذي سوف يتزوج ابنته، ويكرهها على ذلك، من الطبيعي أن ينتهي هذا الزواج بالطلاق، والأب يكره ابنته على الزواج من شاب أو رجل طمعاً في المهر الذي يدفعه هذا الزوج .. وأعرف حالة زواج تمت بالإكراه بين فتاة في بداية شبابها وعجوز يكبرها بـ 40 عاماً! إن هذه مجرد حالة .. وهي تتكرر كثيراً مع الأسف، فإذا رفضت الفتاة أو اعترضت فإن حياتها تتحول إلى جحيم في بيت الأسرة، فإن ارتضت شاباً في مثل عمرها يرفضه أبوها .. تظل هكذا معلقة. مع أن كل هذا ضد شريعة الإسلام الذي أعطى الفتاة حريتها في الاختيار، كأن توافق أو ترفض، بل إن اعتراضها إن تزوجت كرهاً يبطل الزواج شرعاً .. ويصبح الزواج حراماً، ولعل من أهم أسباب التفكك الأسري والخيانة الزوجية، يعود إلى هذا الزواج بالإكراه، ومردود هذا كله ينصب على المجتمع. ذلك أن الأبناء لا يعيشون في بيئة هادئة، إنما يعيشون المشاكل بين الأب والأم فتتعقد نفوسهم، ويقعون في شباك الانحراف.
إننا أمام قضية خطيرة تهدد المجتمع السعودي المسلم، ومن الضروري التصدي لها، وهنا يأتي دور الإعلام، المسموع والمرئي والمكتوب وأئمة المساجد وجمعيات المجتمع المدني، فليست هناك توعية كافية تعلن أن الثقافة القبلية وكذلك العادات والتقاليد البالية يجب أن تختفي، فقد تغير الواقع ودخلنا في الألفية الثانية. في الوقت نفسه يجب أن نتمسك بديننا الحنيف الذي يرفض هذه التقاليد وهذه العادات، وأن يعرف المجتمع كله أحكام الشريعة الإسلامية الصحيحة التي تعطى هذا الحق الأصيل للفتاة.
أعرف أن الفتاة السعودية لم تنل حقوقها بعد .. إننا نعتدي على إنسانيتها كمخلوق منحه الله حقوقاً نحن نسلبها منها.
أنقذوا المجتمع مما هو مقبل عليه من تفكك أسري يعصف به، ويقف في مقدمة الأسباب هذا الزواج بالإكراه.