مرور اليوم غير

مرور اليوم هل اختلف عن مرور الأمس؟! مفارقات متعددة تجعلنا نتساءل عن ذلك؟بالأمس كان دور المرور مراقبة حركة السير وإنهاء الإجراءات المرورية بالأمس كانت مكاتب وأقسام المرور محددة الانتشار بالأمس كانت شوارع مدننا تبدو واسعة رغم ضيقها ومحدوديتها، بالأمس كانت الإجراءات تأخذ وقتاً للحصول على على خدمة مرورية بالأمس كان العنصر البشري هو صاحب اليد الطولى في كافة الإجراءات المرورية.

أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً فمهام المرور تشعبت رغم ان النظام المروري لم يصدر به شيء ولم يتغير حتى الآن وأضحت دوريات المرور تقوم بواجبات أمنية ومرورية ضمن منظومة العمل التكاملي.

اليوم المرور بات يشكل نقطة تحول في جهاز الأمن، وذلك بفضل الله ثم الدعم غير المحدود من مقام وزارة الداخلية والمتابعة والتوجيه الدائمين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.

مرور اليوم شهد تقنية عالمية متطورة في أجهزة الرصد والمتابعة، وكذلك نقلة كبيرة تمثلت في استحداث نظام المرور السري ذي النتائج الرائعة.

مرور اليوم أصبحت التقنية هي العامل الأساس والمحرك الرئيس في عملياته.

ما أقصده أننا أمام هذه المفارقات والوضع الحالي لكبريات مدننا وأمام هذه الموجات العاتية التي توشك ان تهب بمجهودات رجال المرور لابد ان نقف وقفة صادقة مخلصة بعيدة عن العواطف والمؤثرات.

لابد ان نعترف بالكثافة العالية لأعداد السيارات مقارنة بالطاقة الاستيعابية للطرق المحورية والشريانية.

علينا ان نقدر الدور الكبير الذي يبذله رجل المرور في الميدان للتعامل مع اللحظات الحاسمة في شوارعنا المتخمة بعشرات الآلاف من السيارات، هذا فضلاً عن البعد عن أخلاقيات القيادة السليمة للمركبة.

حقيقة مرة نتجرعها في اليوم مرات ومرات من خلال مشاهد غير حضارية لسائقين يتصرفون بالسيارات وكأنهم يقودونها في صحارى جرداء خالية من الأشجار والحيوانات السائبة دون ان يدركوا أهمية أهلية القيادة.

المهم أننا أمام تحد كبير يتطلب تضافر عناصر عدة على رأسها البيت ممثلاً بولي الأمر والمدرسة ممثلة ببيئتها كاملة، وكذلك التعاون الوطني للجهات ذات العلاقة عقب ذلك مطالبة جهاز المرور بإيجاد عقوبات رادعة ونافذة على كل مخالف لأنه بات اليوم يشكل خطراً على أغلى ثروة حقيقية يمتلكها الوطن والمتمثلة في العنصر البشري .

Share

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0