لغز فتاة (تاجيل)!!

لغز فتاة (تاجيل)!!

 

يثير دهشتك وإعجابك كفيف منذ الولادة يعبر الطريق دون مساعدة من أحد، ويفرق بين الألوان بكل سهولة دون أن يكون لديه بصيص من نور، أو تشاهد لوحات فنية لمناظر طبيعية رسمها شخص لم يرها في حياته، وقد تمر على معرض صور فتكتشف أن من التقط صوره شخص أعمى!!

فهذه المصورة البريطانية التي فقدت بصرها كليا عام 1992م بسبب مضاعفات مرض السكري (آليسون بارتليت) تقيم معرض صورها الأول عن الحياة البرية، وما يثير الإعجاب في هذا المعرض مهارتها العالية في تصوير الطيور وهي ترفرف بأجنحتها في الهواء أو السناجب وهي تقضم ثمار الجوز!

والأغرب من ذلك أن ترى كفيفا يقود طائرة!! فعلى الرغم من أن الطيران يحتاج إلى قوة إبصار وأي عيب في النظر قد يحرم الطيار من مزاولة مهنته إلا أن عددا من المكفوفين تمكنوا من قيادة الطائرة منفردين فهذه (إيميلي ديني) تحقق حلم طفولتها وتحلق بطائرتها منذ عام 2000م بعد أن تلقت تدريبها على يدي الطيار الأعمى (راديغي باتريس) مؤسس الرابطة الأوروبية للطيارين فاقدي البصر (لي ميروفولان).

مثلها في ذلك تلك الفتاة التي لم تتجاوز السادسة عشرة (روزا كوليشوفا) وعلى الرغم من أنها لم تكن عمياء ولكنها منحت الأمل للمكفوفين حين أظهرت للناس في ستينيات القرن الماضي قدرات تمييزها بين الألوان وقراءة الأحرف والكلمات بطلاقة وهي معصوبة العينين وتم إجراء كل أنواع الاختبارات عليها للتأكد من مصداقيتها وعرضت قدراتها في مؤتمر جمعية علماء النفس في مدينة (تاجيل) الروسية سنة 1962م فبتمريرها أصابعها على كل ما قدم إليها ميزت بين الألوان والأشياء حتى إنها وصفت شخصا قدمت لها صورته بدقة بمجرد أن نظرت إليها (بيديها) ووصفها الناس (بأعجوبة تاجيل).

فكيف امتلك هؤلاء الأشخاص هذه القدرات الخارقة؟ وما السر وراء تلك الإمكانات؟

لقد كانوا يعتقدون أن لروزا قدرات خارقة وأنها تمتلك حاسة عجيبة تمكنها من فعل ذلك، ولكن وبعد تجارب عدة وأيام أمضتها مع علماء لدراسة حالتها كانوا يضعون شرائح زجاجية على الكلمات والألوان وكانت تقرأها بسهولة، أقروا بأنها لا تملك حاسة إضافية، بل تمتلك قدرة (تلمس) النور والألوان!! تدربت عليها لسنوات نتيجة لعنايتها بعديد من أفراد عائلتها من المكفوفين.

طبق الدكتور هذه النظرية على طفلة وُلدت عمياء كان يسلط أشعة ملونة على راحة يدها ويقول هذا أحمر أو أصفر حتى تعرفت على كل ألوان الطيف وميزتها حتى بعد أن غطوها مرة بالزجاج وأخرى بشرائح النحاس (المبصرون لا يمكن أن يروا الألوان من خلف النحاس!!) ثم بدأ يعلمها الحروف، وبذلك تم اكتشاف الوسيلة التي مكّنت المكفوفين من اختراق عالم النور والألوان والرؤية عن طريق اللمس أو تغير درجات الصوت، الذي مكّن المصورة البريطانية آليسون من التقاط أدق الصور أو عن طريق الجلد، كما حدث مع صبي تم استئصال عينيه وعصبه البصري بعد أن فقد بصره ليتمكن بعدها من الرؤية من خلال عدسة مثبتة على جبينه تعكس إشعاعات النور للأشياء من حوله فترسم صورتها على جلد جبينه تبعا لاختلاف حدة الإشعاع المار في العدسة وأطلقوا عليها النظارات الجلدية، فسبحان الله المعطي الوهاب الذي ما أخذ منك إلا ليعطيك.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5