الطبيب ..بحاجة للعلاج
- القسم العام
- 22/6/2011
- 1578
- منفول .... للكاتب خالد بن تنباك
يبدو أن الدكتور طارق الحبيب مع بداية كل صيف ومع ارتفاع درجة الحرارة بمدينة الرياض ترتفع لديه إفرازات هرمون “ السخرية “ ليصبح متخصصا في التهكم والانتقاص من أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ، ومن قبائله إلى حاضرته ، ليزيد حرارة الصيف اللاهبة بهذه التصريحات الغير مسئولة .
فمع بداية صيف العام الماضي، كنت من ضمن الحضور ، وكان طارق الحبيب يسترسل في حديثه حتى أتى على ذكر البدو ليصفهم بالتخلف ، مما جعل الحاضرين يستهجنون مما قاله ، وغادر البعض المحاضرة قبل نهايتها احتجاجاً على هذا الوصف الصادر من رجل يفترض فيه أن يكون قدوة في القول والفعل ،وقد حاولت وقتها أن أنبهه لهذه السقطة ،ولكنها لم تصله إلا بعد نهاية المحاضرة ،وقابلته وذكرت له خطورة ما قال ، فكان جوابه الذي نشر عبر صحيفة الوئام “” أنني قبيلي وبدوي وزوجتي قبيلية ولا يمكن أن اشتم البدو واعتذر عن ذلك ” .
طارق الحبيب يبدو أن لسانه المفلوت ينطبق عليه المثل الشعبي القائل ” الله يطلع رأسي لو بشينه ” فعاد لمعزوفته السنوية ، ونال هذه المرة من جميع سكان المملكة من الشمال إلى الجنوب ، مصنفا الانتماء والولاء لهم ، وكأنه باحث في علم الاجتماع أمضى جل عمره في دراسة الأعراق البشرية ومعروفة مكنوناتها وانتماءاتها ، ليقدم دراسة علمية يعتد بها في تصنيف سكان المناطق .
لقد كان الأجدر به عندما خرج عن حدود تخصصه في الطب النفسي أن يدعو إلى إزالة كل ما يورث الأمراض النفسية من غل وعداوة وبغضاء وتناحر وشقاق بين الناس، وإزالة الرواسب والعادات المجتمعية السيئة الكامنة في النفس البشرية ، والدعوة إلى تعزيز الانتماء والولاء لهذا الوطن والتأكيد على الصفات الجامعة بين أبناء الوطن ، ففي ذلك ترابط وتعاون يزيد من صفاء النفس وتطهير المجتمع وسلامته من الأمراض العنصرية ، إلا أنه للأسف أراد أن يحدث شرخا في المجتمع في وقت نحن بأمس الحاجة على كل ما يزيد التلاحم والترابط بين مكونات الوطن.
لقد حان الوقت أن نقول للحبيب ومن هم على شاكلته من اللذين استغلوا المنابر الإعلامية ليتحدثوا في كل شي وعن كل شئ من غرف النوم حتى الوطنية والانتماء ، أننا لسنا بحاجة إلى دروسكم في الوطنية والانتماء فالجميع يعرف منهم أكثر الناس انتماء وولاء للوطن .
كما أنها دعوة إلى الدكتور طارق الحبيب أن يركز جهده على معالجة مرضاه بدلاً من جلب الصداع لمواطني هذا الوطن ، وأخشى بعد ذلك أن نقول أن الطبيب بحاجة إلى من يعالجه .