قصة وقصيدة يا ناشدن عني تراني شليويح

قصة وقصيدة يا ناشدن عني تراني شليويح

 

قصة وقصيدة من الماضي - قصة وقصيدة يا ناشدن عني تراني شليويح


ما من أحد تسأله إلا وهو يعرف هذه الشطرة “يا ناشدن عني تراني شليويح” الكل يرددها فهي شائعة وحفظها سهل جدًّا؛ ولكن وراء هذه الشطرة قصة جميلة جدًّا بطلها شليويح العطاوي من قبيلة عتيبة.

شليويح شهم وشجاع نشأ وترعرع على الشجاعة، فكانت مهنته وغايته فهو يغزو صيفًا وشتاءً، بالحر والبرد، بالليل والنهار، ولا يهجع أبدًا فما أن ينتهي من غزوة حتى يستعد للثانية حتى شاع صيته وذاع اسمه وسمع به من لا يعرفه وعرفه من لا يراه وذاع صيته بين الناس، وقيل انه كان يحكم بين الناس لرجاحة عقله، وبعد نظره، ووسع صدره، وكان فارساً شجاعاً نزيهاً، وشاعراً يصف بشعره مواقفه المشرّفة بأشعار جميلة تميزت بالجزالة والصدق، وقد تناقلت الرواة أشعاره

ومن طريف ما حصل لشليويح أن إحدى بنات البادية أحبته بدون أن تراه ولكن كعادتهن يعشقن الطيب والشجاع على ما يسمعن عنه. المهم أن هذه الفتاة وضعت جائزة لمن يريها شليويح أو يكون سببًا لرؤيتها له جملًا تعطيه له، وحصل أن رأته، فقالت له: ذكرك جاني، وشوفك ما هجاني! بمعنى ليتني لم أرك، فقد كان شليويح بالفعل قد غيّرت ملامح وجهه ولونه سموم الصحراء وذلك بسبب كثرة غزواته، وجعلت هيئته متعبة، وجسمه هزيلاً.. ولم يكن هذا الموقف محرجاً لشليويح لكثرة تعرّضه لمثل هذه المواقف بل إن الحرج أصاب تلك الفتاة فقد كانت إجابة أبن الصحراء قوله :

يا بنت ياللي عن حوالي تسالين
وجهي غدت حامي السمايم بزينه

أسهر طوال الليل وأنت تنامين
وإن طاح عنك غطاك تستلحقينه

أنا زهابي بالشهر قيس مدين
ما يشبعك يا بنت لو تلهمينه

مرّه نضحي.. والمضحا لنا زين
ومرّه نشيله بالجواعد عجينه

وكان رده لها كالمسمار بلوح الخشب فقد أسكتها، وكثيرًا ما كانت تواجه العطاوي مثل هذه المواقف فالفتيات يسمعن بحكاياته ويرسمن له صورة معينة بأذهانهن وعندما يرينه تتغير نظرتهن له.

المهم نرجع على البيت المشهور الذي ذكرناه وقصته أن شليويح ورفاقه كانوا في إحدى الغزوات أصابهم العطش وشح عليهم الماء وكانوا بالصيف شديد الحرارة وأخذوا يبحثون عن الماء دون جدوى حتى عثروا على غار صغير فيه صخرة صماء تجمع بها الماء بعد المطر فتسابقوا إليه الكل يريد أن يشرب فقد أدركهم الهلاك، وخافوا أن يشربه أحدهم ويترك الآخرين، فاتفقوا على أن يزنوا الماء بالوزنة وكل واحد منهم يشرب بالوزنة ولا يزيد عليها، فكان شليويح لشدة عفته ومرؤته وشهامته ورغم أن العطش قد بلغ منه ما بلغ إلا أنه كان يترك وزنته لرفاقه ويصبر على الظمأ حتى فرج الله لهم، وبهذه يفاخر فيقول:

يامل قلبٍ عانق الفطر الفيح
كنه على كيرانهن محزومي

ما أخلف وعدهن كود ما تخلف الريح
وإلا يشد الضلع ضلع البقومي

يا ناشدن عني تراني شليويح
نفسي على قطع الخرايم عزومي

إن قلت الوزنه وربعي مشافيح
أخلى الوزنه لربعي واشومي

واليا رزقنا الله بذود المصاليح
يصير قسمي من خيار القسومي

واضوي اليا صكت عليّ النوابيح
واللي قعد عند الركاب مخدومي

وإن كان لحقوا مبعدين المصابيح
معهم من الحاضر سواة الغيومي

اليا ضربت السابق أم اللواليح
كلٍ رفع يمناه للمنع يومي

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5