ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا.
- القسم الاسلامي
- 9/11/2021
- 796
- منقول للفايده
تقع سورة البقرة على امتداد جزأين وثمان صفحات...
في الجزء الاول كان حديث ربنا عن ثلاث خلفاء بالأرض.
الخليفة الأول آدم عليه السلام، وقد كلفه الله أن لا يقرب الشجرة ليعلم مدى طاعته ولكن الذي حصل ان ..."وعصى آدم ربه فغوى "...وسرعان ماندم وتاب وأناب فتاب الله عليه فكانت نتيجة التكليف 50%
الخليفة الثاني بنو اسرائيل "ولقد اخترناهم على علم على العالمين "
كلفهم الله بتكاليف فكانت النتيجة في كل مرة المعصية تلو المعصية ولم يتركوا معصية في حق الله الا واجترموها فكانت النتيجة 0%
الخليفة الثالث ابراهيم عليه السلام "اني جاعلك للناس إماما "
امتحنه الله وابتلاه فكانت النتيجة أنه أطاع تمام الطاعة وكانت النتيجة 100%
الجزء الثاني من البقرة نجد أنه يزخر بالأحكام والتكاليف والتشريعات
من أحكام الصلاة والصيام والأسرة الى تحريم القتل والربا والزنا الى احكام الدين والانفاق..
وكأن الله يقول لنا
هذه احكامي وهذه شريعتي فانظروا أنتم من تكونون من هؤلاء النماذج الثلاثة من عبادي
مثل آدم عليه السلام تعصون ومن ثم تطيعون
أم مثل بني اسرائيل "قالوا سمعنا وعصينا "
أم مثل ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام تطيعون تمام الطاعة ..
فاختاروا ماتشاؤون
وفي الصفحات الأخيرة تتنزل آية يضج منها الصحابة خوفاً وهلعاً ..." لله مافي السموات ومافي الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله "
لما نزلت هذه الآية أتى الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم يبكون قالوا يا رسول الله أمرنا الله بالصلاة والصيام والزكاة فصبرنا وامتثلنا ..لأننا كلفنا بما نطيق ولكن هذا تكليف بما لا نطيق ..
فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تكونوا كبني اسرائيل مع موسى قالوا سمعنا وعصينا ولكن قولوا سمعنا وأطعنا
فلما قالوها ورددوها وأكثروا منها ورضيتها أنفسهم.. مدحهم الله بقوله في آية عظيمة "آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير"
وأردف رب العالمين آية المدح تلك بآية التخفيف "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "
وفي الختام كان دعاء الصحابة "ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا " أي لا تعاملنا يا رب كما عاملت بني اسرائيل فتغضب علينا عندما نسوا التكليف ولا تعاملنا كآدم عندما أخطأ وعصاك فتطردنا من جنتك
" ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا" والإصر هنا هو الحمل الثقيل الذي لا يطاق حمله ويقصد به ما أمر به الله بني اسرائيل ليقبل توبتهم عندما قال لهم "فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا أنفسكم "
"ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"
وكأن من يقرأ هاتين الآيتين العظيمتين في اخر سورة البقرة يجد خلاصة دعوة الله لعباده وما كان منهم على مر العصور .. لنجد المؤمنين ذوي اللب منهم قد وعوا الدرس وعرفوا الطريق بالأمثلة المعروضة عليهم فعلموا، أن لا ملجأ من الله الا إليه، ولا نصر ولا فلاح الا بالتوكل عليه
رحم الله من قرأها ووعاها وتدبرها وعمل بها ونشرها بين المسلمين لحصد خير التعليم والتعلم والتأدب مع الله الكريم المنان ..
والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على المختار سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.