الفرق بين الجن والشيطان
- عالم الجن أسراره وخفاياه
- 14/7/2020
- 1094
- منقول للفائده
الفرق بين الجن والشيطان
يعدّ عالم الجنّ عالماً خفياً غيبياً، أخبر الله -تعالى- عنه في القرآن الكريم، وممّا أخبر به أنّه خلقهم لعبادته وحده لا شريك له، حيث قال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
الجن يتّصفون بالعقل والإدراك كما الإنسان، كما أنّهم يملكون حرية الاختيار بين الصواب والخطأ، والحقّ والباطل، وسمّوا بذلك الاسم؛ لاجتنانهم واستتارهم عن الأعين، وعالم الجن من الأمور المعلومة بالضرورة في الإسلام، فمن أنكر وجودهم كان كافراً؛ لأنّه يكذّب بذلك صريح القرآن الكريم وآياته.
قد بُعث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- للإنس والجنّ على حدٍ سواء، ممّا يدلّ على أنّ الجنّ مكلّفون بالتكاليف الشرعية، ومأمورون بالإيمان بوحدانية الله تعالى، وإفراده بالعبادة، والتصديق بنبوّة محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وكما هو حال الإنس؛ فقد آمن بعض الجنّ، وأطاع أوامر الله تعالى، وكفر بعضهم، وعصى أوامر ربّه عزّ وجلّ، وقد دلّ على ذلك قول الله تعالى على لسان الجنّ في القرآن الكريم: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا).
والشيطان في حقيقته من عالم الجنّ أيضاً، إلّا أنّه الجنّ الكافر منهم، فكلّ من كفر من الجنّ يطلق عليه اسم الشيطان، ولا يسمّى من آمن منهم بذلك، وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في كتابه تفسير القرآن العظيم، إنّ اسم الشيطان مأخوذٌ من البُعد، ولذلك فإنّ كلّ من تمرّد عن الطاعة؛ من جنٍ، أو إنسٍ، أو حيوانٍ، سمّي شيطاناً، فيظهر أنّ من الإنس شياطيناً كذلك؛ وهم المتمرّدون والأشرار منهم، وقد ورد في بعض أحاديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ما يثبت وجود الجنّ والشياطين، وأنّهما عائدان لمسمّى واحدٍ، وإنّما أصبحا صنفين، باعتبار الكافر، والمؤمن منهم.