حسّن الجوار في الإسلام

حسّن الجوار في الإسلام

 

المقصود بالجوار، هذه البيوت المتلاصقة المبنية بعضها بجانب بعض، في القرية أو المدينة، فقد جعل الإسلام للجار حقوقًا، ولا بد لكل إنسان - حيث سكن وأقام - من جوار.

والجار سيكون ألصق الناس بجاره، فهو يلتقي به في الصباح والمساء عند الذهاب إلى العمل، وعند العودة منه، كما يلتقي به في مسجد الحي في أوقات الصلاة أو بعضها.

والجار هو أقرب الناس عندما يحتاجه جاره في مساعدة مفاجئة، أو دفع ضرر داهم..

لهذا ولغيره فقد جعل الإسلام للجوار حقوقًا. نتحدث عن بعضها.

الوصية بالجار:

كرر صلى الله عليه وسلم الوصية بالجار في مناسبات كثيرة، وهو إذ يفعل ذلك فإنما يحذو حذو جبريل عليه السلام.

فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه».

وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره».

وهكذا تأتي النصوص بحسن الجوار ويكون ذلك بثلاثة أمور.

  • حسن المعاملة.
  • كف الأذى.
  • احتمال الأذى.

الإحسان إلى الجار:

طلب الإسلام من كل إنسان الإحسان إلى جاره، والإحسان كلمة عامة تشمل الجانب المادي والجانب المعنوي.

ولتوثيق الصلة بين الجوار أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهادي بينهم، فكل واحد يحاول أن يهدي لجاره ولو قليلًا من الطعام.. وليست القضية هنا قضية كثير وقليل، وإنما هو الرمز الذي يعبر عن الود.

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك».

ولم يجعل ذلك قاصرًا على الرجال، بل إنه صلى الله عليه وسلم أمر النساء بذلك.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة».

وعن عبدالله بن عمرو: أنه ذبحت له شاة فجعل يقول لغلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟ أهديت لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه».

وإذا لم يكن للإنسان القدرة على إهداء أكثر من جار فإنه يهدي للأقرب بابًا.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك بابًا»..

وينبغي للإنسان أن يعرف من أمر جيرانه ما يساعده على أداء واجبه نحوهم.

فعن ابن عباس، عن ابن الزبير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس المؤمن الذي يشبع، وجاره جائع».

وعن ابن عمر قال: لقد أتى علينا زمان - أو قال: حين - وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول: يا رب، هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه».

ومن منع المعروف منع الماعون، بإعارته إلى جاره إذا احتاج إليه، وقد ذم القرآن الكريم فاعل ذلك.

كف الأذى عن الجار:

وإذا كان الإنسان مطالبًا بالإحسان إلى جاره، فمطالبته بكف الأذى عنه من باب أولى.

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إيذاء الجار.

عن أبي شريح رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».

وعنه قال: قيل للنبي: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيها هي من أهل النار..».

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره».

احتمال أذى الجار:

ومن تمام القيام بحق الجار، احتمال أذاه، والرفق به، وإسداء الخير والمعروف إليه.

قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: إن لي جارًا يؤذيني ويشتمني ويضيق عليَّ. فقال: اذهب، فإن هو عصى الله فيك، فأطع الله فيه.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5