ويحسدوني على موتي فوا أسفي

ويحسدوني على موتي فوا أسفي


نالت على يدها ما لم تنله يدي

نقشاً على معصم أوهت به جلدي


كأنه طرق نمل في أناملها

أو روضة رصعتها السحب بالبرد


كأنها خشيت من نبل مقلتها

فألبست زندها درعا من الزرد


سألتها الوصل قالت أنت تعرفنا

من رام منا وصالاً مات بالكمد


وكم قتيل لنا في الحب مات جوىً

من الغرام ولم يبدىء ولم يعد


فقلت أستغفر الرحمن من زلل

إن المحب قليل الصبر والجلد


قالت وقد فتكت فينا لواحظها

ما إن أرى لقتيل الحب من قود


قد خلفتني طريحاً وهي قائلة

تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد


قالت لطيف خيال زارني ومضى

بالله صفه ولا تنقص ولا تزد


فقال أبصرته لو مات من ظمأ

وقلت قف عن ورود الماء لم يرد


قالت صدقت الوفا في الحب عادته

يا برد ذاك الذي قالت على كبدي


واسترجعت سألت عني فقيل لها

ما فيه من رمق دقت يداً بيد

 

وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت

ورداً وعضت على العناب بالبرد

 

وأنشدت بلسان الحال قائلةً

من غيلا كره ولا مطل ولا جلد

 

والله ما حزنت أخت لفقد أخ
حزني عليه ولا أم على ولد

فأسرعت وأتت تجري على عجل
فعند رؤيتها لم استطع جلدي

هم يحسدوني على موتي فوا أسفي

حتى على الموت لا أخلو من الحسد

 

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5